على طريقة المسلسلات المكسيكية تسير المفاوضات اليمنية.

07:18 2023/09/05

منذ عدة سنوات، ومبادرات السلام الإقليمية، والدولية ،والآممية، وجولات الحوار ، والمفاوضات بين أطراف الصراع الداخلي، تتوالى بشكلٍ دوري، وتتواصل ، وتتجدد بين كل فتره وأخرى، وتسير ببطئ شديد، وبأقل من الراح،ة وبطريقة شبيهه لسير أحداث وإجراءات المسلسلات المكسيكية ..

فبعد أن ساهم المجتمع الدولي في السنوات الأولى من الحرب في إشعاله، وتوقيده ، وتقاسم الأدوار في دعم الأطراف المتنازعة، وتم تدمير منجزات الثورة، والوحدة، والجمهورية، تحول في السنوات الأخيرة إلى راعي سلام، وأصبح معارضاً للحسم العسكري، خاصة بعد أن تقدمت القوات المشتركة إلي مدينة الحديدة، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من ميناءها الاستراتيجي الهام، وأصبحت عملية الحسم العسكري قريبة، ووأضحة للعيان..
منذ ذلك الوقت وعملية السلام، وجولات المفاوضات تسير ، وتتحرك وهي ثابتة في مكانها دون أن تحرز أي تقدم ملموس، سوى تلك الصفقة الوحيدة لتبادل مجموعة من الأسرى، وما عدا ذلك فهو تحرك وهمي، لا أثر له على أرض الواقع ..
وضمن هذا التحرك الوهمي بفصوله، وحلاقاته المكسيكية، هناك مباحثات سرية كشفت تسريباتها أنه تم الاتفاق على بعض البنود، والقضايا الرئيسية، وهي صرف المرتبات، وفتح شامل وكامل لمطار صنعاء، وميناء الحديدة، وفتح كافة الطرقات بين المحافظات، وإبرام صفقة تبادل للأسرى الكل مقابل الكل.
و بالرغم من، أن أغلبها تصب في صالح المليشيات الحوثية،إلا أنها تعترض على بعض وجهات السفر من مطار صنعاء وآليتها ، وعلى آلية دخول السفن إلى ميناء الحديدة ، وعلى آلية صرف المرتبات .

و هكذا، كلما توفرت الأجواء المناسبة للتوافق على بند من البنود، كلما اعترضته المليشيات، ومارست أسوأ أساليب الابتزاز لتحقيق المزيد من المصالح ، والمكاسب الخاصة.. 
وكلما اُبرمت المعاهدات، والإتفاقيات، كلما تخلفت المليشيات عن تنفيذ تعهداتها ، والتزاماتها ، وخلقت الأعذار، والمبررات ، وعاودت الاعتداء،  والخروقات، وهكذا وعلى هذه الطريقة، وهذا الاسلوب تسير المحادثات ، وتطول الاجراءت ولا تنتهي حلقات المفاوضات .