Image

انتفاضة ديسمبر 2017.. رفضًا لعودة الإمامة وحماية حقوق اليمنيين 

ـ بداية للخلاص من آثار فوضى 2011 وانقلاب 2014
ـ التفاف وتأييد شعبي متنامي لأهدافها ووصايا قائدها
ـ  محاولة لمنع السطو على قوت اليمنيين  

مثَّلت انتفاضة الثاني من ديسمبر في العام 2017 بقيادة الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ورفاقه المناضلين، أهمية في سياق استعادة نهضة اليمن،  من خلال الخلاص من مليشيات الحوثي الإرهابية ذات الفكر الايراني.
كما مثَّلت وصايا الزعيم الصالح التي أطلقها خلال الانتفاضة، نقطة تجميع للشرفاء من أبناء اليمن لمواصلة النضال ضد الامامة الجديدة، والمحافظة على مكتسبات الثورة اليمنية والحافظ على أهدافها ومكتسباتها المتمثلة بالنظام الجمهوري والديمقراطية، والحافظ على الحقوق والحريات.
ولما كان يعلمه الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح من ان أي محاولة صلح او تهدئة مع مليشيات الحوثي التي ترفض وتتنصل عن أي اتفاق او معاهدة او صلح، كان لابد للمناضل الجسور ورفاقه خوض الحرب للحافظة على مكاسب الثورة وحماية الجمهورية ونظامها الديمقراطي من دعاة عودة الإمامة البغيضة.

اكتساب شعبية كاسحة
واليوم وبعد مرور ست سنوات على ذكرى انتفاضة ديسمبر، تشهد اليمن تنامي كاسح لشعبية صالح رغم استشهاده، على ضوء ما تعيشه البلاد من انهيار في جميع المجالات والخدمات خاصة الحالة الاقتصادية وتدهور العملة وفقدان الأمان المعيشي الذي وصل حد فقدان موائد اليمنيين العديد من صنوف الطعام التي اعتادوا عليها في عهد النظام السابق.
وفي هذا السياق تؤكد العديد من الأوساط اليمنية، بأن انتفاضة ديسمبر سبقت توقيتها، ولو أنها حدثت هذه الايام لكانت حققت اكتساح شعبي كبير في جميع المناطق، خاصة وان اليمنيين تلقى صدمات معيشية جعلتهم يستفيقون مما كانوا فيه من تضليل مورس عليهم من قبل آلات ايران والاخوان الاعلامية والفكرية التي استخدم الدين مدخلا اليهم.

الخيار الرابح 
وبعد مرور ست سنوات على انتفاضة ديسمبر، تتحدث تلك الاوساط بأنها كانت الخيار الرابح لجميع اليمنيين لو حصلت على التفاف وتأييد شعبي، الا ان قصر فترتها تسببت في فقدان ذلك، حيث لم يتمكن اليمنيين من استيعاب حقيقة وأهداف ومبادئ تلك الانتفاضة، مؤكدين انها كانت في صالحهم مقارنة بما تعيشه البلاد اليوم.
كما أكدت تلك الاوساط، بأن انتفاضة ديسمبر لا يمكن تجاوزها اليوم او اعتبارها حدثا ومواجهات مسلحة كالتي تجري هنا وهناك، وانما تعد لحظة فارقة في اطار العمل الثوري المستمر منذ ثورتي سبتمبر واكتوبر، والذي لن يتوقف الا بتطهير اليمن من بقايا الإمامة الخمينية حتى لا تعود إلى ما هي عليه اليوم مستقبلًا.

لماذا لم تنجح ؟
وتحدثت العديد من الأوساط عن أسباب عدم نجاح الانتفاضة في تلك الفترة، مشيرين إلى أن الانقسام الذي شهدته البلاد بين الكيانات التي تشكلت عقب الفوضى والانقلاب، تسببت في تشتت افكار اليمنيين بينها، نتيجة الثقافة التصنيف وفقًا للتعامل مع أي كيان بأنك تابع له، وبالنتيجة انت معاد للطرف الاخر.
ومن الأسباب التي تحدثوا عنها، انقسام حزب المؤتمر بين الداخل والخارج والتي اضعفت قراره رغم انه ذو شعبية كبيرة وواسعة في أوساط اليمنيين، وما شكله انقسامه من تفكك الولايات القبلية التي كانت تنتمي اليه.
واوضحوا بأن عوامل مثل تفكك مؤسسات الدولة المدنية، والعسكرية والامنية، نتيجة الانقلاب الحوثي ومن قبلها عملية ما سُمي بإعادة هيكلة الجيش والامن، جمعها في مجملها كانت سببت في عدم حصول الانتفاضة على الدعم رغم الحاجة الملحة لها في ذلك الوقت، لتزداد الحاجة أكثر لمواصلة الانتفاضة أكثر وأكثر.
ورغم تلك العوامل وغيرها من العوامل التي ما زالت مجهولة، تظل انتفاضة ديسمبر في 2017، نقطة استعادة شعبية المؤتمر وزعيمه الصالح التي تأثرت نتيجة التضليل الخارجي والداخلي الممول بملايين الدولارات، كما شكلت بداية لاعادة ترتيب البيت النضالي للشعب اليمني، ومنطلق لمراحل نضالية قادمة ستعيد اليمن إلى الطريق الذي انتهجه في عهد الرئيس الصالح، وستمحي جميع نقاط الخذلان والخيانة خاصة فيما يتعلق بالجانب العسكري والسياسي.
ومع مرور السنوات الست، واصلت الانتفاضة تأثيرها على الواقع اليمني الباحث عن استعادة حريته المسلوبة من فئة ضالة قدمت له فكرا متخلفا يعيده إلى الوراء عقودًا من الزمن، وخلقت حراكُا ذهنيًا لدى اليمنيين يمكنهم من التجهز للصدام القادم مع الفكر المتخلف الذي تسوقه لهم الإمامة الجديدة.

رصيد ايجابي
ويرى العديد من المتابعين لحركة الثورة اليمنية، بأن انتفاضة ديسمبر التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم الصالح، تعد محصلة ورصيد إيجابي في المعركة الوطنية، صالحة لتغذية جذوة النزعة الثورية لدى الاجيال اليمنية الحالية والقادمة، حتى يتمكنوا من التخلص من جلباب الحوثي  الذي فتك بهم عقب انتفاضة ديسمبر.
واشاروا إلى ان انتفاضة ديسمبر، تشكل اليوم مشروعا وطنيا مناهضا للواقع السيء المعاش الذي يحتم على اليمنيين التموضع في مسار الثورة اليمنية المباركة لاستعادة ما سلب منهم منذ فوضى ومؤامرة 2011.
كما أكدوا بأن الرئيس الشهيد الزعيم الصالح، أثبت للجميع من خلال رفضه المساس بالجمهورية المتمثلة بمؤسسة الدولة المجسدة لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية، أثبت بأنه زعيم ورجل دولة ومناضل مستمر في نضاله منذ العهد السبتمبري في ستينيات القرن الماضي، وظل حامل مشعل الثورة والجمهورية حتى استشهد في سبيل الحفاظ عليها، وعلى أهم منجز لها المتمثل بالوحدة المباركة.

أهم منجزات 2 ديسمبر
ولو لم يكون هناك أي منجزات حققتها انتفاضة الثاني من ديسمبر بقيادة الرئيس الشهيد الزعيم الصالح، سوى كشف حقيقة مدعي الدولة المدنية الحديثة على حقيقتهم، لكان كافيا، تلك الحقيقة التي تجسدت اليوم بالعمالة والخيانة والبحث عن الثراء على حساب اليمنيين.
حيث ظلّت البلاد منذ المناداة بسقوط النظام من قبل طرفي المؤامرة (الاخوان والحوثيين) في 2011، وصولا إلى الانقلاب الحوثي في 2014، وتسببها بالحروب ضد اليمنيين وتدمير منجزات الثورة والجمهورية، ظلت تشهد انكشاف شبه يومي لحقيقة من قاد تلك المؤامرة التي مولت خارجيا، وصولا إلى الحالة التي تعيشها البلاد اليوم من انهيار في جميع مناحي الحياة، نتيجة فساد تلك القوى ونهبها المنظم للثروات اليمنية التي كانت تذهب لتوفير الخدمات المختلفة للشعب، إلى جانب تأمين وتوفير جميع متطلبات الحياة لهم من غذاء ودواء وغيرها البضائع التي يعتمدون عليها في حياتهم اليومية وبأسعار تتناسب مع حالتهم المادية.
وظلّت تلك القوى تحيك المؤامرة منذ العام 2011، حتى ما بعد انقلاب الحوثي من اجل تدمير مؤسسات الدولة ونهبها، والتي عمل الزعيم الصالح وحزبه على المحافظة عليها رغم خروجهم من السلطة سلميا، حتى وصلت تلك المؤامرة محاولة نهب ما تبقى منها بشكل كلي.
تلك المؤامرة اصطدمت بوجود حامي النظام الجمهورية ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية المباركة الرئيس الشهيد الزعيم الصالح، الأمر الذي دفع تلك القوى لمحاولة ازاحته بالقوة لتحقيق أهداف مؤامرتهم، والتي تفطن لها الزعيم وأعلن الانتفاضة في وجه تلك القوى وعلى رأسها ذراع إيران الحوثيين، وقاتل ببسالة كمناضل جسور من الزمن الثورة السبتمبرية والاكتوبرية حتى لحق برفقائه من مناضلي الثورة السابقين.

بداية شرارة الانتفاضة
مثّلت عمليات الاقصاء التي استهدفت كوادر ورجال الدولة المتمرسين من أعضاء المؤتمر الشعبي العام من قبل قادة الخيانة الاخوان متمثلًا بنظام عبدربه منصور هادي، وشركائهم مليشيات الحوثي الايرانية منذ تسلم هادي لسلطة في 2012، مثّلت تلك العمليات الشرارة الأولى لانتفاضة ديسمبر 2017.
واستفحلت عمليات الاقصاء والتهميش لكوادر المؤتمر من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية عقب مغادرة هادي صنعاء، رغم وجود اتفاق شراكة بين المؤتمر والحوثيين حينها، هدف المؤتمر والزعيم من ذلك الاتفاق ان يكون لهم تواجد في أي كيان من اجل المحافظة على مؤسسات الدولة من النهب، وطمس رموز الجمهورية التي كانت تكنه مليشيات الحوثي الإمامية، منذ حروب صعدة الستة.
ذلك الإقصاء زاد من إيقاد شرر الانتفاضة الذي ظل يتطاير ويكبر، وهيأ الظروف الكافية للمواجهة والقتال ضد الائمة الجدد الذي عمدوا إلى ممارسات كل ما من شانه التضيق على الشعب من خلال نهب إيرادات الدولة وإنشاء أسواق موازية ومراكز جمارك مخالفة، ومنع صرف مرتبات الموظفين، مع استمرارهم في عمليات الإقصاء لكوادر المؤتمر التي كانت ترفض تلك الاجراءات باعتبارها تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
الانفجار المستمر 
وبعد كل تلك الممارسات كان لابد من رفضها والوقوف في وجهها خاصة وانها وصلت إلى مرحلة الاستهداف المباشر لعائلة الرئيس الشهيد الزعيم صالح من خلال استهداف نجله "صلاح" أثناء مروره في ميدان السبعين بعد مشاركته في الاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر الـ 35، وذلك في يوم 24 من اغسطس 2017، تبعتها عملية السيطرة على جامع الصالح وميدان السبعين بحجة الاحتفال بالمولد النبوي، تبعتها اعلان الجماعة الحرب على الرئيس الشهيد الصالح صراحة نهاية نوفمبر 2017.
بعد كل تلك الاحداث والاعلان الصريح في العداء والحرب ضد اعضاء المؤتمر وزعيمه، كان لابد للمناضل ان يستل سيفه دفاعا عن منجزات الثورة اليمنية التي شارك في  انجازها وحمايتها منذ ريعان شبابه، فكأن الانفجار الكبير وانطلاق شرارة الانتفاضة الثورية ضد الامامة الجديدة في الثاني من ديسمبر 2017 المستمرة حتى الخلاص من مليشيات الحوثي الذي يسعون بكل ما أوتوا من قوة لاستعادة الامامة وطمس كل ما يرمز للجمهورية، وهذا ما يجعل انتفاضة ديسمبر مستمرة من قبل اليمنيين.
واستمرت الانتفاضة على مدى اربعة ايام كانت الكفة لصالح الصالح وحماة الجمهورية والثورية اليمنية الذين فرضوا السيطرة شبه الكاملة على العاصمة فيما بدأت جميع المحافظات الاستعداد للانقضاض على عناصر الحوثي، قبل  ان يتم التدخل من جهات خارجية بالمشاركة مع قوى الخيانة الداخلية المتواجدين في الخارج والداخل لانقاذ الحوثيين، ليتم تنفيذ عملية استخباراتية استهدفت مقر تواجد الرئيس الشهيد الزعيم الصالح ورفيقه عارف الزوكا الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، والرجال الشرفاء الذين كانوا إلى جانبهم في ليلة استشهاده حيث قاتلوا حتى اخر رصاصة في بنادقهم، امام عدة وعتاد وعناصر مدربة تم استقدامها من الخارج لتنفيذ مهمة انقاذ الحوثيين.