Image

أنباء عن مصرع نجل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن و تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري في نقل عناصر التنظيم

أكدت مصادر مطلعة، بأنها توصلت إلى معلومات شبه مؤكدة حول وفاة نجل محمد صلاح الدين زيدان المعروف بسيف العدل، زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المتواجد في ايران، مشيرة إلى ان خالد نجل سيف العدل توفي متأثرا بإصابته جراء محاولته انقاذ ابنه من حريق شب في منزله في الاسبوع الأول من شهر رمضان الجاري.
ونشرت المصادر، صورة وصفتها بـ "الحصرية" تؤكد خبر وفاة " خالد محمد صلاح الدين زيدان" نجل الأمير الفعلي لتنظيم القاعدة محمد صلاح الدين زيدان المعروف بسيف العدل، متأثرا بإصابته جراء محاولته إنقاذ ابنه من حريق نشب في بيته مطلع رمضان الجاري في مديرية الوادي بمحافظة مارب اليمنية.

وخلال الأيام الماضية، تداول نشطاء محليون أنباء شبه مؤكدة، عن وفاة نجل زعيم القاعدة، جراء إصابته بحروق خطيرة، في حريق اندلع بمنزله بإحدى قرى مديرية الوادي في محافظة مأرب في الاسبوع الأول لشهر رمضان المبارك الجاري.
وأشارت المصادر إلى أن الصريع كان يعمل ضمن لجنة الإعلام في تنظيم قاعدة في جزيرة العرب، نظراً لعدم تأهله للأمور العسكرية والقيادية.
وكان خالد زيدان قد وصل إلى اليمن في العام 2015م وهو في سن الـ20 من عمره، بعد أن اختار الهجرة إلى اليمن ضمن اتفاق بين القيادة العامة للتنظيم والاستخبارات الإيرانية، المعروفة رسميا بوزارة الاستخبارات والأمن الوطني، وقام حينها فيلق القدس بتولي عملية النقل البحري.

قطع الشك باليقين 
ووفقا لمصادر اعلامية تابعة لتنظيم القاعدة، فأنه تم قطع الشك باليقين بشأن وفاة "خالد" نجل زعيم التنظيم، مؤكدة انها توصلها إلى معلومات مؤكدة حول وفاة "نجل الشيخ سيف العدل، خالد محمد صلاح الدين زيدان، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان متأثراً بحروق بالغة في جسده نتجت عن محاولته إنقاذ ابنه من حريق نشب في بيته قبيل شهر رمضان". 
ويأتي ذلك رداً على إشاعات تشكك في وفاة الشاب الذي كان يعمل ضمن لجنة الإعلام في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ولد خالد وتوفي في اليمن بعد الهروب من دولة إلى أخرى مع أسرته إلى حين وصوله للسجون الإيرانية التي نشأ فيها.


سيف العدل يرسل نجله إلى اليمن في رحلة مشوبةً بالمخاطر والصعوبات، ومع كل ذلك قدم “الحرس الثوري”.. أو “سيف العدل” (اليمن) دون بقية الأفرع، لما تمثله البقعة الجغرافية من أهمية لدى طهران، ثم لما يلعبه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من دور ومكانة لدى بقية الأفرع.
وفي هذا الصدد قال مصدر جهادي يمني، " واذا لم يكن خبر وفاة خالد سيف العدل صحيحا، فإن التنظيم يلعب ألعوبة جديدة مع تولي العولقي قيادة التنظيم لأن الخبر روج له بقوة داخل التنظيم" .

فيلق القدس الايراني والهجرة لليمن
وفي العام 2015، اختار نجل سيف العدل الهجرة إلى اليمن وهو في سن العشرين من عمره، ضمن اتفاق بين القيادة العامة للتنظيم والاستخبارات الإيرانية، المعروفة رسميا بوزارة الاستخبارات والأمن الوطني بالتنسيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني المعني بتولي عمليات النقل البحري من ايران الى اليمن.
وتظهر الصورة الحصرية، التي نشرت حصريا من قبل مصدر مقرب من الحراك الجهادي، خالد زيدان قبل دفنه. وقد قرر المصدر الإفصاح عن الدليل بسبب الإشاعات التي انتشرت على الإنترنت حول وفاة خالد من عدمها.

النشأة والتربية
ولد خالد في العام 1995 في اليمن، وذلك بسبب وجود أبيه وأسرته هناك خلال تلك الفترة، ويبدو أن المعلومات الواردة في مذكرات فاضل هارون عن ولادة خالد في الخرطوم كانت خاطئة، تنقّلت أسرة العدل بين العديد من البلدان إلى أن استقرت في أفغانستان قبل عمليات الحادي عشر من سبتمبر. 
ومع بدء الاجتياح الأمريكي لأفغانستان، تسللت أسرة العدل إلى إيران، ووضعتهم السلطات الإيرانية في السجن، نتج عن ذلك تربية الطفل داخل السجون، وعرف الدنيا فقط من خلال الكتب بدون المرور بأي تجارب حياتية أو عسكرية تؤهله للعمل العسكري أو القيادي.

الهجرة إلى اليمن
في العام 2015، نفذ فرع القاعدة في اليمن علمية خطف لدبلوماسي إيراني للضغط على المخابرات الإيرانية لإطلاق سراح قيادات القاعدة المسجونة، حيث فشلت المفاوضات مع النظام الإيراني في إطلاق سراح العدل وأبي محمد المصري والقياديين الآخرين المتبقيين في إيران، وهم كُثُر. 
توجه العدد الأكبر من القيادات إلى إدلب في الشام، ولكن اختار خالد الذهاب إلى اليمن بدلاً من الشام نظراً للصراعات الداخلية التي أدت إلى محنة فك الارتباط واستقلالية هيئة تحرير الشام عن التنظيم الأم، ثم بداية تفكك التنظيم. 
سافر الشاب مباشرةً من إيران إلى اليمن عبر البحر، ولم يتوقف في الصومال، حيث كان في استقباله عدد من القيادات في اليمن، وبدءاً من هنا كانت فترة تدريبه وانخراطه داخل التنظيم.

دوره في التنظيم
نظراً لعدم تأهله للأمور العسكرية والقيادية، وضع التنظيم خالد في اللجنة الإعلامية لتولي تصميم وإخراج الإصدارات الرسمية، وكان نشطا في هذا المجال بكثرة في الدعاية للتنظيم عبر منصاته الرسمية وغير الرسمية. 
ولم يتضح ما إن كان خالد قد ارتقى إلى منصب رفيع في الإعلام، ولو كان ذلك قد حدث، فمن المنطقي أنه لعب دوراً أكبر في مجال الإعلام بعد اغتيال أمير الإعلام، الشيخ حمد التميمي. 
ومن المعروف أن العمل الإعلامي في التنظيمات الجهادية يتداخل مع ملف العمليات النوعية في جانب تشجيع الذئاب المنفردة وأحيانا التواصل بين الأفرع للتنسيق الإعلامي، ولكن لم نتوصل إلى دليل قاطع يؤكد أنه كان المسؤول الرسمي عن التواصل مع مليشيات الحوثي الايرانية في اليمن، حيث كان الحوثيون أول من كشف عن وجود خالد في التنظيم والادعاء أنه كان الرسول الخاص لأمير التنظيم وقتها، خالد باطرفي اليهم.
وإن دل ذلك على شيء، فهو اختراق الحوثي للتنظيم، ربما عن طريق المصادر القبلية واهتمامهم بمعلومات عن الأجانب في التنظيم بالتحديد.


شبهات الوفيات المتتالية داخل التنظيم
وتواصل المصادر الجهادية سرد المعلومات حول تنظيم القاعدة في اليمن ، لتشير إلى أنه بعد وفاة أمير التنظيم باطرفي، ومن بعد ذلك خالد ومسؤول آخر، تساءل كثيرون إن كانت هذه الحوادث مجرد صدفة، حيث حاولت جهات عدة للترويج لروايات، مثل الادعاء أن باطرفي قتل في مواجهات مع قوات الانتقالي، أو أنه اُغْتِيل بطريقة أو بأخرى. 
وتؤكد المصادر الجهادية، بانه من الصعب أن يُبتلى التنظيم بوفيات طبيعية لشخصيات مستهدفة عن طريق الصدفة، وهذا تحليل ناتج عن تجربة ميدانية.
ونقلت عن مصدر مقرب من الحراك الجهادي في التساؤل ما إذا كانت وفيات باطرفي وخالد قد نتجت عن عمليات اغتيال غير تقليدية عن طريق عملاء في ظل تراجع الحاضنة الشعبية للتنظيم بين القبائل، لكنها لا تؤيد تلك النظرية لعدم امتلاكنا دليلاً، ولكن نتفق في مسألة تراجع الحاضنة القبلية، وخصوصاً في منطقة مأرب. 
واشارت إلى أنه رصدت خلال العام الماضي بعض الخلافات القبلية، مثل الحرب بين قبائل عبيدة آل منيف وآل فجيح التي تورط فيها بعض عناصر التنظيم، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل الحاضنة القبلية وتورط التنظيم كخصم في صراعات جيلية.

استقصاء خبر وفاة خالد
تقول المصادر، انه روج عدد من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم الخميس 14 مارس خبر وفاة خالد نجل سيف العدل المُكنى والمعروف داخل التنظيم بـ"أبي اليسر مَنصور"، والمعروف إعلاميًا بـ"ابن المدني" بطريقة وأخرى، فأشيع الخبر داخل التنظيم وسُرب إعلاميًا، وتعددت الروايات وتضاربت الأنباء.
وتتابع " كان لزامًا تحقيق الروايات واستقصاء الأخبار في هذا الصدد، وسردها بشكل مُبسط ومُختصر، لما للحدث من أهمية بالغة، قد تحدثُ وفاة نجل سيف العدل تزامنًا مع وفاة خالد باطرفي تحولًا كبيرًا في مسار تنظيم القاعدة بجزيرة العرب".
في عام 2015 قدِم نجل سيف العدل من طهران إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، أثناء سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة، وقد كشفت “أخبار الآن” في وقتٍ سابق عن مصدر جهادي مُنشق -كان من بين المستقبلين لنجل سيف العدل- أن خالد محمد زيدان وصل إلى مدينة المكلا بعد أن مر بالصومال.
وتضيف المصادر"  كان في استقبال نجل سيف عدد من قيادات الصف الأول لتنظيم القاعدة في اليمن؛ من بينهم أبو هريرة قاسم الريمي، وأبي المقداد خالد باطرفي، ومنذ أول يوم كون باطرفي علاقة خاصة وصداقة فريدة مع نجل سيف العدل وصار مقربًا منه لاسيّما أثناء تنقلاتهم إلى محافظة البيضاء ومحافظة مأرب".

لعب دورا خطيرا 
وترى المصادر، بأن خالد ومنذ وصولهِ اليمن لعب دورًا مهمًا وخطيرًا وذلك بربط قيادة تنظيم القاعدة في اليمن بوالده المُقيم في طَهران، وبالفعل ارتبط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بسيف العدل ارتياطًا وثيقًا ومع أن أيمن الظواهري كان زعيمًا للتنظيم في ذلك الحين.
وكشفت مصادر جهادية في تنظيم القاعدة أن خالد تزوج من أسرة مقربة من تنظيم القاعدة، واستقر في مأرب في السنوات الماضية ضمن قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التي تتخذ من مأرب مركزًا لها، وقد كان في ضيافة الزبير المرادي وهو أحد أبرز قيادة التنظيم القاعدة الميدانية بمأرب.

اتخاذ مأرب مقرا 
ومع أن خالد نجل سيف العدل يتخذ من مأرب مقارًا له إلا أنه يقوم بالعديد من التنقلات إلى كلٍ من الجوف وحضرموت والمهرة وشبوة وأبين، وقد أكد مؤخرًا تقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجود نجل سيف العدل في اليمن، وأشار لشيء من تنقلاته.
وتؤكد المصادر بأن خالد نجل سيف العدل رغم دوره الخطير والمحوري، إلا أنّه كان ينفذ ما يُملى عليه، فقد كشف قيادي حضرمي في تنظيم القاعدة انشق في وقت سابق- لـ”أخبار الآن” أن المُكنى بـ”أبي اليسر” سطحي الفكر ولا يملك أدنى خبرة عسكرية أو أمنية.
وأضاف القيادي المُنشق، قائلًا: استغرب كيف كان يُروج لنجل سيف العدل كثيرًا أكبر من حجمه داخل التنظيم بين قيادات الصف الأول والثاني، وهو أقل من ذلك بكثير، ولكن تبين لاحقًا هدف هذا الترويج، فلم يكن مهاجرًا ولا هاربًا من البطش الإيراني -كما كان يقال- بل أداة مرسلة لتنفيذ أجندة طهران.

مسؤول التواصل في التنظيم
لقد كُلف خالد محمد صلاح الدين زيدان المكنى بـ”أبي اليسر منصور” منذ وصلهِ إلى اليمن بالعديد من المهام من أبرزها مسؤولًا عن التواصل بين قيادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والقيادة العامة، كما كشف مصدر خاص لـ”أخبار الآن” أن لنجل سيف العدل كان دورًا في عودة "مجلة انسباير" الصادر عن التنظيم.

تحول مسار التنظيم في جزيرة العرب
ولأن التنظيم يقوم على أسسٍ فكرية وشرعية كان لابد من مبررات شرعية يقدمها سيف العدل كغطاء شرعي لكل ما سيحدث من تحول في مسار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فكان لزامًا من تقديم عددًا من المبررات تحت مسمى “السياسة الشرعية”.  ومن أبرزها:
ـ العدو الأول أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط، فإن مشروع التنظيم هو تمهيد جوًا خصبًا لما قبل “الخلافة الإسلامية” ولن يكون ذلك إلا بسقوط أمريكا أولًا، ولا يمكن قتال الأمريكان إلا بقتال حلفائهم في الشرق الأوسط.
ـ إيران نستفيد منها في ما يتمشى مع مشروعنا، ويُأكد لهم أن ما لا يتمشى مع مشروعنا لن نقوم بهِ، وهو أشبه بـ”ذرٌ الرماد في الأعيون”.
وغير ذلك من المُبررات التي كان يقدمها سيف العدل على لسان نجله خالد، في جلساته الخاصة مع بعض قيادات الصف الأول والثاني عام  2017 تحديدًا، حينما كان البعض غير مُقتنعًا بفكرة تحييد تنظيم القاعدة عن مواجهة مليشيا الحوثي فضلًا عن فتح خطوط التواصل والتنسيق.

ظهور الحضرمي في مارب
إلى ذلك، ظهر القيادي البارز في تنظيم القاعدة المكنى "أبي عبيدة الحضرمي" مؤخرا في مديرية الوادي بمحافظة مأرب، الامر الذي يدلل على خبر وفاة خالد نجل سيف العدل المقيم في المديرية ذاتها.
وتم رصد الحضرمي في مظاهرة شهدتها المديرية مؤخرا تنديدا بجرائم العدو الصهيوني على قطاع غزة بفلسطين المحتلة، إلى جانب حشود ممن يعرفون بالاشراف المؤيدين سرا لجماعة الحوثي في مديرية الوادي بمأرب.