العنصرية والطائفية .. قاتلان بغير سلاح

02:18 2024/04/16

العنصرية والطائفية من الظواهر السلبية التي تعيق تقدم المجتمعات وتثبط نموها، وتعد من أكبر العوامل التي تثير الانقسام والتفرقة بين الأفراد وتسهم في زيادة الصراعات والتوترات الاجتماعية.

ومن المؤسف أن البعض ما زال يتعامل بعنصرية وطائفية، معتقداً أن ذلك يساهم في محاربة الحوثيين على سبيل المثال.

 هذا الاعتقاد يعد غباءً كبيرًا، حيث أن العنصرية والطائفية لا تجلب إلا المزيد من الفوضى وتوسّع الشقاق والانقسامات داخل المجتمع، وتعرقل أي محاولة للتعايش السلمي والبناء في اليمن واستعادة النظام الجمهوري.

فالوحدة الوطنية والتضامن هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمات التي تعصف باليمن، ولا بد من التخلص من أي تفكير عنصري أو طائفي يمكن أن يعيق هذه العملية.

علينا أن ندرك أن الاختلافات الدينية والقومية لا يجب أن تكون عائقًا أمام التعايش والتعاون المشترك، بل يجب أن تكون حافزًا للتنوع والتطوير.

وبالتالي، يجب على الجميع أن يتحلى بالوعي والحكمة في التعامل مع الآخرين، وأن يتجاوزوا العقبات النفسية التي تجعلهم يلجأون إلى العنصرية والطائفية كوسيلة لمواجهة الأعداء.

فالحوثي عدو واضح لليمنيين، ولكن العنصريين عدو مستتر، وهناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها بروح من التسامح والتعاون حتى نتمكن من استعادة النظام الجمهوري.

للأسف، العنصرية هي ظاهرة سلبية تؤدي إلى تفاقم الصراعات وتدمير العلاقات بين الناس.

وفي الواقع، يمكن أن تكون العنصرية سبباً للدمار والخراب، حيث تؤدي إلى تمييز واضطهاد الأشخاص بسبب أصلهم العرقي أو الديني أو الثقافي.

في السياق اليمني، يمكن اعتبار الصراع الحالي بين الحوثيين والحكومة الشرعية كنتيجة للعنصرية والتمييز العرقي.

 فالحوثيين ينتمون إلى فصيل عرقي معين، ويعتبرون الذين من أصول عرقية مختلفة أعداء لهم، مما أدى إلى صراع مستمر وتدمير للبلاد وحرمان الناس من السلام والاستقرار.

إذا كان هناك قيادات عنصرية في النظام الجمهوري اليمني، فإنها ستؤدي إلى تفاقم الصراع وتعطيل الجهود الرامية لاستعادة السلام والاستقرار. 

لذا، يجب على جميع الأطراف المعنية في الصف الجمهوري التخلص من أي تمييز عنصري والعمل معاً من أجل بناء مستقبل مشترك يضمن العدالة والمساواة للجميع بغض النظر عن أصولهم العرقية.

إن العقلانية والاستقلالية في التفكير هما السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشرق لليمن، وإن  الدوافع الاستخبارية هي التي تؤجج الصراعات العنصرية والطائفية وتساعد على تمزيق اليمن.

لذا، يجب على الجميع أن يعملوا معًا من أجل تحقيق هذه الأهداف بعيدًا عن العنصرية والطائفية التي لا تساهم سوى في زعزعة الاستقرار وتعكير الأجواء الاجتماعية وتاخير تحرير اليمن من اذناب ايران.