شرعنة الإرهاب في اليمن

10:10 2019/09/02

هناك حملة إعلامية مسيئة، وهجوم شرس ظالم ضد دولة الإمارات من على منابر الحكومة الشرعية اليمنية المختطفة من قبل «حزب الإصلاح» الإخواني، الذي يمارس التشكيك في الأدوار السياسية والعسكرية والإنسانية للإمارات في اليمن.
 
وعلى هذا النحو، يلعب «الإخوان» في الحكومة اليمنية بالنار، وينفذون مخططاً شيطانياً ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بإطلاق حملة تشويه لصورة الإمارات، وللدور الذي لعبته في التحالف طوال السنوات الخمس الماضية، والذي ساهم في تحرير 80% من الأراضي اليمنية من قبضة الإرهاب الحوثي وإرهاب «القاعدة».
 
فقد وجد انتهازيو «الإصلاح» الإخواني، والأقلام المأجورة في أزمة عدن فرصةً للإضرار بسمعة الإمارات، ولمحاولة ضرب التحالف الاستراتيجي الإماراتي السعودي.
 
إن تسلسل الأحداث في عدن وأبين، يشير إلى أن الأزمة هي نتاج طبيعي لتراكمات فشل الحكومة الشرعية في الاضطلاع بمسؤولياتها، لكن «الإخوان» يريدون تحميل دولة الإمارات مسؤولية فشل حكومة هادي ودورها في ما جرى ويجري، بغية فرض سيطرتهم على الجنوب واستنزاف قوات التحالف، رغم التزام دولة الإمارات بأهداف التحالف العربي، والتي أكد عليها مجدداً البيان الإماراتي السعودي المشترك الصادر في 25 أغسطس المنصرم، والذي رفض الاتهامات وحملات التشويه بحق الإمارات، حيث أكدت الدولتان «حرصهما وسعيهما الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن، وللتصدي لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى»، داعيتين الأطراف اليمنية لحوار في جدة.
 
وكان الاتفاق على بدء حوار يمني - يمني، يفضي لحكومة وطنية ممثلةً للأطراف جميعاً تعيد تعريف الحكومة الشرعية فعلياً، لكن تم إجهاض التسوية السياسية من جانب «الشرعية»، بعد رفضها الدعوة السعودية للحوار في جدة، بينما استجاب المجلس الانتقالي للتهدئة، وأرسل وفداً بقيادة رئيسه عيدروس الزبيدي إلى جدة.
 
لقد خلقت الحكومة اليمنية شكلاً جديداً بالغ الخطورة من الإرهاب، وذلك بشرعنته تحت مظلتها واحتضانه في أجهزتها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، مستغلةً موارد التحالف العربي وموارد الحرب الدولية على الإرهاب في دعم الإرهاب، حيث تتغطى الجماعات الإرهابية بالشرعية وتكدس السلاح في مأرب.
 
فهذه الجماعات الإرهابية المتدثرة بغطاء «الشرعية» لم تحارب الحوثي طوال خمس سنوات، لكنها اتجهت بقواتها لتحرير الأراضي المحررة ممن أسمتهم «الانقلابيين الجنوبيين».
 
إنه من المعيب، التنكر لجهود الإمارات في محاربة الإرهاب في اليمن، إذ كانت الحرب على تنظيم «القاعدة» في اليمن واحدة من أبرز الملفات المعقدة منذ ظهور التنظيم على الأرض اليمنية، وقد أصبح ملف الحرب على الإرهاب ورقةً رابحة بيد الحكومة اليمنية، تتلاعب بها وفق أجندتها الخاصة.
 
وخلال السنوات الأخيرة، استغل التنظيم الفراغ السياسي الحاصل في اليمن وسعى للتمدد، لكن بعد انطلاق عاصفة الحزم خاض التحالف، وتحديداً دولة الإمارات، حرباً متوازية تشمل مواجهة انقلاب الحوثيين، والتصدي لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، وتوالت انتصارات الإمارات في حربها على الإرهاب، بدءاً من معركة المكلا، معقل «القاعدة»، في عام 2016.
 
وتُظهر التطورات المتسارعة الافتراق الواضح بين مصلحة اليمن ومصلحة الحكومة الشرعية اليمنية، التي تحتضن المطلوبين على قوائم الإرهاب الدولية تحت مظلتها.
 
لذلك فقد حان وقت إعادة تعريف الحكومة اليمنية «الشرعية»، وإلا تحققت نبوءة الشاعر اليمني عبدالله البردوني في قصيدته «ربيعية الشتاء»، التي كتبها في أعقاب الوحدة اليمنية عام 1990، متنبئاً بمصير الوحدة اليمنية.
 
* نقلاً عن صحيفة (الاتحاد) الإماراتية