الحرب يمنية نعم.. لكن حلولها إقليمية بامتياز

04:45 2022/02/17

المبعوث الأممي في إحاطته مجلس الأمن، الثلاثاء، محبط من إمكانية وقف الحرب أو حتى خفض التصعيد، ويبحث عن حلول غير تقليدية لصراع بلا أفق يمكن إقتفاء أثره، للخروج بمقاربة تحلحل بعض العقد، وتخلق مشتركات لحل سياسي يقبل به أطراف الصراع، ومنها الخطوات والمسارات المتعددة المتوازنة. 
واقع الصراع في اليمن، ابتداءً وانتهاءً يجب البحث عنه خارج سلطة اللاعبين المحليين، في الإقليم؛ حيث تخوض القوتان الإقليميتان السعودية وإيران حربهما بالنيابة في اليمن؛ الأولى الرياض لحماية مجال نفوذها التقليدي بما  يمثله اليمن لها من مجال أمن عالي الحساسية، يؤثر على داخلها القابل للتلاعب به أمنياً ومذهبياً، والثانية إيران للتمدد نحو الممرات الدولية، وإكمال طوق الحصار على السعودية، من العراق وسورية وحتى اليمن براً وبحراً، وفي مجال القوى الإقليمية تبرز مصر كقوة ثالثة، ترى في باب المندب والجنوب عموماً مجال أمن قومي للقاهرة. 
وفي كل الأحوال، يبقى اليمن مفتوحاً على تداخلات سياسية عسكرية أكبر من الإقليم، تتصارع فيه مصالح الدول الكبرى، روسيا والصين بتوطيد العلاقات السياسية العسكرية مع إيران، وكذلك الاقتصادية في مرحلة ما بعد إنهاء العقوبات، وواشنطن بتعزيز تواجدها في المنطقة، ورفع سقف الحماية لدول الخليج، وبضخ آخر مخرجات مصانع السلاح بتقنياته العالية، مع دخول الكيان الإسرائيلي على خط الصراع، بتسويق نفسه كشريك عسكري نشط في الإمارات والبحرين والسعودية، وإن كانت الأخيرة بصورة غير معلنة. 
الحرب يمنية نعم، ولكن الحلول تبقى إقليمية دولية بامتياز ، علينا أن ننتظر الأسابيع القادمة لنرى إلى أي مدى سينعكس حل الموضوع النووي إيجاباً على حرب اليمن وسائر ملفات المنطقة. 
في مربع الحرب، تظهر جلياً مصالح الجميع وإعادة رسم خرائط النفوذ، فيما تغيب مصلحة بلاد لم تعد بلاداً، اسمها اليمن.
 
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك