Image

رمضان وحرب سبع سنوات عجاف وجوعى طعامهم من براميل القمامة

نقول دائما: رمضان يأتي بخيره. إلا هذه السنة جاء واليمن تدخل سنتها الثامنة من الحرب والتآمر والتناحر. جاء بعد أن امتدت الحرب إلى قوت المواطن الذي يقبل على رمضان وهو يئن من الجوع وقلة الحيلة.
"المنتصف" التقت عددا من المواطنين وسألتهم كيف يستقبلون رمضان هذا العام، فخرجت بالعديد من الشكاوى والتذمرات.
 
الحرب دمرت كل شيء وجعلت منا فقراء
يقول راغب علي سلام: "لم يمر علي شهر رمضان مثل هذه السنة، فلأول مرة لا أستطيع شراء احتياجات الشهر الأساسية. الحرب دمرت كل شيء وجعلت منا فقراء. فبعد أن كنا أعزاء صرنا أذلاء، ننتظر من سوف يتصدق علينا بالتمر أو ما قد نتحصل عليه من مساعدات تقدم عبر المنظمات الإنسانية او فاعلي خير". 
 
الدولة حولت المواطن إلى متسول
 
فيما يقول منيف سعيد: "إن ما نحن عليه من غلاء فاحش مع الشهر الفضيل تتحمل مسؤوليته الدولة التي لا تقوم بشيء يذكر لصالح المواطن، بل حولته إلى متسول يبحث عن راتبه، والذي يُصرف بعد طلوع الروح وكأنه شحتة منهم. اليوم من يستطيع أن يتسوق لشراء احتياجات رمضان فقط أصحاب الكروش الكبيرة ناهبو المال العام ممن جعلوا من حربهم مع الحوثي تجارة واستثمارا. السرق وحدهم من سوف يصومون الشهر الفضيل؛ أما نحن فإننا لا ننتظر رمضان لنستقبله بالصيام، فنحن صائمون أشهر العام كاملة". 
ويضيف: "وصل بنا الحال أن نربط على بطوننا من الجوع. وقد يقول قائل نبالغ إذا قلت إني أعيش على وجبة؛ إلا أذا ذكرتنا المنظمات بسلة غدائية، هنا يكون عيدنا بشبع بطوننا وعلى خجل منها، الحرب التي أشعلها الحوثي جعلت الناس يبحثون عن بقايا الطعام في براميل القمامة. وفي الأخير نحمد الله وندعوه أن يرفع البلاء وتعود بلادنا إلى ما كانت عليه من قبل".
 
نستقبل رمضان بانتظار فاعلي الخير
 
 أما خديجة أم علي فتقول: "نتحسر على ايامنا كنا نعيش مستورين، ما يستلمه أبو العيال نشتري به احتياجات المطبخ ويفيض. جاءت الحرب وقلبت حياتنا رأسا على عقب. الواحد يتمنى الموت على هذه المعيشة. لم يبق إلا أن نخرج لنتسول في الشوارع حتى نحصل على الطعام!". 
وتضيف: الراتب صار لا يكفي. المطلوب من راتب 60 ألف ريال أن ندفع منه إيجار غرفة بـ35 ألفا وشراء الطعام والعلاج والمياه والشمع وو... ولو تحسب الحسبة للصبح من الصعب أن تصل إلى نتيجة. إذا كان الروتي الواحد في عدن بـ100 ريال وأنت تحتاج إلى ما لا يقل عن عشرة أقراص تسد بها الجوع. العشاء فقط مع الايجار الحصيلة تزيد بفارق 5 آلاف ريال. هذا فقط روتي العشاء، من غير الفطور أو الغداء أو الخضار. تخيل كيف سوف نستقبل رمضان؟ بصراحة: نستقبله ونحن ننتظر فاعلي الخير أن يتصدقوا علينا بتمر أو دقيق وبعضهم بفلوس".
 
إنهو سنة المجاعة يا دولة الفنادق
 
أحمد جمال يقول: "هذي السنة هي سنة المجاعة، وكلما قالوا سنخرج في ثورة جياع أخرج أنا وأولادي فلا أجد جياعا بل ناسا متخمين يستغلون جوعنا لأهداف حزبية". 
ويتابع: "نتمنى أن يصل صوتنا إلى دولة الفنادق لقد ضاق بنا الحال. راتبي اليوم بقيمة دبة زيت عشرين لتر. أين كنا وألى أين وصلنا! لا دولتنا رحمتنا ولا الحوثي أنهى الحرب التي جوعتنا. هذا وأنا أستلم راتبي من الشرعية كاملا؛ فكيف بالذين في مناطق سيطرة الحوثي ويخصم عليهم أكثر من نصف الراتب حوالة! كيف عايشين! لقد وصلنا إلى نقطة الصفر وإلى الجوع والمجاعة. الحقيقة: في زمن الحوثي وشرعية الفنادق الكل جاع إلا هم كروشهم مملوءة بالدولار والريال السعودي. عايشين بنعمة الحرب التي جعلت منهم أثرياء وتركونا نقاسي مرارة الحاجة والعوز. رمضان هذا العام مختلف عن كل الأعوام، جاء وسط غلاء فاحش وأزمات في الغاز والمشتقات النفطية وانهيار العملة. الموظف البسيط صار راتبه لا يفي لشراء شيء، فإلى متى سوف يستمر هذا الوضع؟ على الحرب أن تضع أوزارها. يكفينا خرابا يكفينا دمارا! على ماذا يتحاربون؟! ألم يكفهم ما وصلت إليه اليمن من تدهور وانحطاط في مختلف المستويات؟! اليمن اليوم في أدنى مرتبة على مستوى العالم من حيث الفقر، ونحن مازلنا مصرين على الحرب التي أنهكتنا وحولت حياتنا إلى جحيم".