Image

المراة اليمنية.. كِفاح في ظل الحرب ونظرة حالمة نحو المستقبل

تعيش المرأة اليمنية حياة مليئة بالمأسي والأوضاع الاقتصادية المتردية التي أفرزتها الحرب وتدهور العملة الوطنية وانقطاع الرواتب لتتحول حياتها إلى كدح وشقاء في البحث عن لقمة العيش. 
"المنتصف" سلطت الضوء حول تلك المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية.
 بسمة عبد الله (29 عاماً) امتهنت بيع العطور في أحد المولات التجارية بالعاصمة صنعاء، من أجل إعالة طِفليها وتوفير ما استطاعت توفيره لهم من متطلبات الحياة الضرورية، بعد أن فقدت زوجها بحادث سير.
تروي بسمة قصتها  لـ"المنتصف" قائلةً: "فقدتُ زوجي الذي كان يعول أطفالي قبل ثلاث سنوات بسبب حادث مروري في طريق صنعاء - تعز. وحينها اضطريت للعمل بعد مرور أربعة أشهر من وفاته من أجل إعالة الاطفال ودفع  الإيجارات المتراكمة وتوفير متطلبات المنزل".
 
وتتابع: "اضطررت ان أبيع خاتمي من اجل شراء ماسة لمواد خام خاصة بالعطور، ورهنت الآخر عند تاجر الجُملة. وبدأت في العمل بالشارع لمدة 8 أشهر، ثم انتقلت إلى المول القريب من بسطتي بعد أن تعاون معي مالكهُ بإيجار المسافة البالغة مترين في متر وضعت بها ماسة العطور".
وتؤكد بسمة أنها تعمل هذهِ الأيام في شهر رمضان من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثانية عشرة مساء، حيث يبلغ دخلها اليومي 5 دولارت وقد لا يصل أحياناً.
 
حلول من أجل تمكين المرأة
 
في حديثها لـ"المنتصف" تقول الناشطة النسوية أسماء صالح: "لن تثمر كل الجهود التي تبذلها النساء اليمنيات في تحسن الوضع الأقتصادي لأسرهن بشكل كامل، ما لم تتدخل الحكومة والجهات المعنية بالعمل الجاد جنبا إلى جنب مع المنظمات الدولية والمحلية، لدعم المبادرات والمشاريع التي تمكن وتأهل  وتطور مهارات وقدرات النساء اليمنيات".
 وتتابع أسماء: يجب ألا يقتصر دور المنظمات في توزيع السلال الغذائية للنازحات وذوي الدخل المحدود فقط، بل الأهم من ذلك توفير مناخ إيجابي لتمكين النساء، والعمل على تحسين وضعهن الاقتصادي والصحي والتعليمي، والمساهمة في دعم القوانين التي تحد من العنف والتمييز ضد النساء".
وتُشير إلى ان الدعم المادي للمشاريع الصغيرة يسهم بشكل كبير في تشجيع النساء ومساعدتهن على النهوض بمشاريعهن، وتسهيل وتذليل الصعوبات.
 
مضاعفات الحرب
 
منذُ بدء الحرب من قِبل مليشيا الحوثي الإرهابية، تدهورت الأوضاع الإقتصادية بشكل كبير؛ حيث بدأت النساء بإنشاء مشاريع جديدة داخل المنزل، أو بالالتحاق ببعض المهن كعاملات في المطاعم مثلا أو ممارسة التجارة في الأسواق على مداخل المدن والقرى، بالرغم من ان هذهِ المهن كانت محصورة على الرجال فقط.
 إلى حد ما، أسهمت المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني باليمن، في توظيف عدد كبير من اليمنيات فيما عرف بالنقد مقابل العمل أو الغداء مقابل العمل، واتجه البعض منهن نحو التصوير وخدمات تجهيز المناسبات، مراكز التجميل وأسهمن بشكل كبير في إعالة أسرهن وتحسين أوضاعهنّ الاقتصادية، رغم وجود العديد من الصعوبات والعراقيل.
ومع إشتداد وتيرة الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي ازداد عدد الأسر التي تعولها نساء؛ حيث قدر عدد الأسر التي تعولها النساء في المدن حوالي 141.8 ألف أسرة وحوالي 271 ألف أسرة في الريف.