Image
  • Image
  • 10:09 2022/04/19

صراع المصالح والمكاسب الحوثية يظهر مسلحا في شوارع العاصمة

تسعى المليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران إلى إشعال الصراعات البينية لترويج الاشاعات لتحقيق هدفين؛ الأول لإلهاء الشعب عن قضاياه الرئيسية والأساسية وعن احتياجاتهم ونهبهم لممتلكات الناس واعتقال الشباب وعن الفساد الذي تمارسة في النفط والغاز والزكاة.
والثاني لتغطية الخلافات الفعلية القائمة بين أجنحة المليشيا الحوثية الإرهابية ومنها لم يعد خفيا بل ظهر في شوارع صنعاء من خلال انتشار الأسلحة الثقيلة والعناصر الإرهابية المدججة بالأسلحة، ويقوده حراس الأمن الملطخة أيديهم بالدماء، ويعلوها الفساد المالي والإداري والأخلاقي.
الصراع المحتدم بين أجنحة المليشيات جوهره فساد وتنافس على النفوذ والجبايات ونهب أموال اليمنيين، الذين يعيشون مأساة إنسانية هي الأسوأ في العالم، بحسب تقارير أممية.
 
احتدام الخلافات 
احتدمت الخلافات بين أجنحة مليشيات الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية الصراع الذي بات جليا ومكشوفا بين اثنين من أبرز قيادات الجهاز الأمني للجماعة.
وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الخلافات بين أجنحة الحوثي وصلت حد التصعيد المسلح والتهديد بالتصفية والاختطافات لعناصر وقيادات أمنية تابعة لما يسمى بجهاز الأمن الوقائي، في تنازع للصلاحيات وتسابق على جمع الإتاوات والمنهوبات.
ووفقا للمصادر، فإن خلافات حادة نشبت بين وزير داخلية المليشيات المدعو عبدالكريم الحوثي من جهة، ونائبه المدعو عزيز الجرادي المكنى (أبو طارق) والذي كان يشغل أيضا رئيس جهاز الأمن الوقائي، والمسؤول المالي للمليشيات من جهة أخرى.
وبحسب المصادر، فإن عبدالكريم الحوثي، استعان بالقيادي وعضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، للضغط من أجل إقالة أبو طارق، وهو الأمر الذي تم بالفعل، حيث تمت إقالته وتعيينه مديراً لأمن محافظة صعدة، وتقليص كافة صلاحياته وإيقاف المخصصات المالية التي كان يتحصلها عبر شقيقه من العاصمة صنعاء، من خلال الإتاوات التي كان يفرضها على التجار وحصته من المشتقات النفطية التي تباع في السوق السوداء.
وأفادت المصادر بأن عبدالكريم الحوثي قام كذلك بإقالة أغلب القيادات الأمنية التي عينها أبو طارق خلال توليه رئاسة الأمن الوقائي، وتصفية بعضهم وملاحقة واعتقال البعض في سجون سرية خشية أي محاولة انقلاب والانتقام لما حدث لرفاقهم الذين قتلوا بظروف مجهولة.
وأوضحت المصادر أن أحد أسباب الخلافات يتمثل في السيطرة الكلية والصلاحيات التي كانت ممنوحة لأبو طارق وتنفيذ كافة أوامره وتجاهل ما يصدره وزير داخلية الميليشيات عبدالكريم الحوثي، بالإضافة إلى الخلافات المالية واتهام أبو طارق بعدم محاصصة الحوثي كافة الأموال التي نهبها الأمن الوقائي من البنوك وأموال المناهضين للمليشيا.
 
صعدة تكسب 
وكشفت المصادر أن عبدالكريم الحوثي قام بتنصيب المدعو الحمران نجل شقيقة زعيم المليشيات مسؤول الأمن الوقائي بوزارة الداخلية، وكان أبرز قيادي قام بملاحقة العناصر الموالية لأبو طارق في نفس الجهاز.
ووفقا لمصادر محلية في العاصمة، فإن المدينة تعيش توترا أمنيا وسط انتشار كثيف لعناصر مسلحة ونقاط تفتيش لتكشف عن صراع محتدم بين الرجلين توسع إلى أوساط الأجهزة الأمنية الحوثية المختلفة.
وتأتي الخلافات الحوثية في صفوف قياداتها من الوزن الثقيل، بالتزامن مع تحركات دولية وإقليمية لارساء سلام دائم في اليمن وانهاء الحرب التي تتخذها الميليشيات حجة وذريعة لكسب الأموال ونهب الموارد وفرض السيطرة على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يفق العديد من تلك القيادات مصالحها ومصادر كسبها للمال، ونفوذ السلطة.
ووصل الصراع الحالي إلى مراحل متقدمة بين العناصر المسلحة الحوثية ذات الطابع الدموي، بعد إقالة "أبو طارق" من جهاز الأمن الوقائي وتعيينه مديرا لأمن محافظة صعدة وتقليص كافة صلاحياته وإيقاف مخصصاته المالية التي كان يتحصل عليها من الجبايات وعائدات مشتقات الوقود التي تباع في السوق السوداء.
 
احكام القبضة 
هذه الخطوة مكنت عبدالكريم الحوثي من إحكام قبضته على الأمن الوقائي وتعيين شخص يدعى "الحمران" وهو ابن شقيقة زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وتصفية العناصر المحسوبة على الجرادي بإقالتهم من مناصبهم والزج ببعضهم في سجون سرية.
وشهدت العاصمة خلال الساعات الماضية انتشار عناصر حوثية مسلحة بشكل مفاجئ في الشوارع والاحياء والمداخل الرئيسية، كما نصبت عدة نقاط أمنية في الشوارع الرئيسية وفي مختلف الأحياء بالعاصمة، وفق مراسل "المشهد اليمني".
ووفقا للمصادر، فإن عناصر الحوثي كثفت من تواجدها في شوارع المدينة، إذ قامت بنشر مدرعات وعربات قتالية وعناصر مسلحة في عدد من الشوارع بشكل لافت وغير مسبوق.
إلى ذلك، فضحت تدوينات القيادي الحوثي المدعو حسين الأملحي، قبل يومين، عن تزايد حدة الصراع بين قيادة الجماعة المنتمية لصنعاء وصعدة، الأمر الذي تطور إلى تهديدات بالتصفية الجسدية والاعتقال لكل من عناصر الآخر.
 
حملة اعتقالات 
وشهدت مناطق الحوثيين، خلال الأيام القليلة الماضية، حملة اعتقالات واسعة بحق العلماء المنتمين للمذهب الزيدي في صنعاء وعمران وذمار، بعد أسابيع على تصفية أحدهم في محافظة الجوف.
وذكرت مصادر مطلعة ان المليشيات شنت مؤخرا حملة اعتقالات واسعة، طالت أتباع المرجع الزيدي محمد عبدالله عوض، في عمران والجوف وزجت بهم في سجونها.
وأوضحت المصادر أن المليشيات نفذت حملة عسكرية واعتقلت عددا من اتباع محمد عوض في مديرية "المطمة" بالجوف ، في ظل استمرار اغلاق مركز ومسجد النور بمدينة حوث، بمحافظة عمران، والذي كانت تلقى فيه دروس للمذهب الزيدي عبر مايسمى شباب الإرشاد والوعظ.
وظهرت جماعة المذهب الزيدي قبل سنوات من الانقلاب الحوثي، وتزعم وجود خلافات عقائدية مع مليشيا الحوثي، وانتشرت في مناطق سيطرة المليشيات، خصوصًا صعدة، حجة، عمران، صنعاء، وذمار.
والشهر الماضي، أقدمت مليشيا الحوثي على قتل أحد وعاظ هذا المذهب ، يدعى عبدالرحمن المؤيد، في مديرية المطمة بمحافظة الجوف، بعد رفضه لطلبها بالدعوة لحشد المقاتلين للهجوم على مأرب.
 
تعامل مقيت 
على ذات الصعيد، كشفت مصادر مقربة من الحوثيين، عن قيام قيادات الحوثي في الجبهات المنتمية لمحافظة صعدة، بالتعامل مع قتلاها من نفس المحافظة غير القتلى الاخرين ممن يتم التغرير بهم في جبهات القتال.
وذكر المشرف الحوثي سلطان جحاف،  ان الجماعة تتعامل مع القتلى التابعين لها بعنصرية مقيته، إذ تقوم بصرف مبالغ مالية لأسر صرعاها المنحدرين من محافظة صعدة، وتستبعد أسر صرعاها المنحدرين من باقي المحافظات الخاضعة لها.
المشرف الحوثي سلطان جحاف، كشف أيضا، خلال تدوينات نشرها عبر موقع تويتر، عن تصاعد خلافات إثر استخدام أموال الزكاة لمصالح شخصية، داعياً إلى تغيير بإدارة نزيهة لفروع الهيئة العامة للزكاة.
كما أشار جحاف إلى خطأ فادح قام به قيادات في الجماعة التي وجهت بصرف أموال لمحافظة معينة، واستبعدت باقي المحافظات.
وحمل جحاف المسؤولية بالخلافات على صرف الأموال بانتقائيه القياديين البارزين، أحمد حامد الملقب بأبو محفوظ، مدير مكتب المشاط، والقيادي شمس الدين أبو نشطان رئيس ما يسمى بالهيئة العامة للزكاة، محذراً من تداعيات ومخاطر أفعالهم التي تنفر المقاتلين.