الحوثيون خنجر في الخاصرة الخليجية

09:14 2022/06/10

_ لا أعتقد أن هناك عاقلا مع الحرب وإراقة الدماء. وأجزم بأن اليمنيين مع السلام، فقد عصفت بهم هذه الحرب المفروضة إيرانيا عليهم وعلى المنطقة العربية. وتدرك دول الخليج أن المواجهة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية مع الأطماع التوسعية الفارسية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فالتاريخ يعيد نفسه، وإن كان هذا النظام الحالي في طهران أكثر نرجسية ونزعة عنصرية أكثر من الأنظمة السابقة التي حاولت -إلى حد ما- التعايش مع محيطها الإقليمي.

_ لا أعتقد أن هناك عربيا لا يرغب في أن تتوصل المباحثات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والنظام في إيران إلى توافق وتسوية سياسية ينعكسان على المنطقة بالأمن والاستقرار. وهذه رغبة العقلاء. وهو ما نجد في هذه المباحثات التي يسعى الإعلام العربي إلى وصفها بالبناءة والمثمرة، وإن احطتها السرية في أغلب جوانبها، ورغم طول المباحثات، غير أن الواقع يقول إن نتائجها مبنية على توسع أو تقليص النفوذ الفارسي في الوطن العربي عامة والجزيرة العربية خاصة. ويدرك الجميع أن درجة الاستجابة لن تأتي إلا بنزع خناجر الخيانة في الخاصرة العربية.

_ لا أعتقد أن إيران يعنيها مستقبل الشباب أو الجيل العربي إن مات أو عاش، تعلم أم عانى من الأمية. وكل أحلامها لا يمكن تحقيقها في المنطقة إلا بالسير على الجسد العربي المثخن من طعنات عملائها في المنطقة خصوصا في لبنان واليمن والعراق وسوريا.

هذة العواصم الأربع تتشابه معاناتها بسبب الأطماع الفارسية في المنطقة، بحيث أصبحت دول الخليج بين فكي طهران (الحوثيون في الجنوب، حزب اللة اللبناني والعراقي وشيعة سوريا والعراق في الشمال).

أصبحت دول الخليج مكبلة تتلقى الطعنات في الخاصرة والمؤامرات التي تتصاعد وتتراجع حسب الضغوط الدولية على إيران.

لا أعتقد أن أشقاءنا في الخليج العربي لا يدركون هذه الحقائق بأنهم تحت نيران طهران وبأن أمنهم الوطني والقومي في خطر شديد. وبالتالي فإن الأمر يتطلب الآن إزالة الخطر القريب بنزع الخنجر من الخاصرة، ولا يمكن أن تنجح المفاوضات مع إيران دون قطع أنيابها في المنطقة، لأنها (إيران) تستغل المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وكذا عملاؤها في اليمن يستغلون المفاوضات من أجل كسب المزيد من الهدن لتعزيز وضعهم القتالي وتنظيم صفوفهم ومعاودة القتال لتحقيق أهدافهم غير المشروعة. والحقيقة أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي خطوة إيجابية وتحريك للمياه الراكدة، لكن يستلزم بعدها عدة خطوات وتوافقات وإزالة أخطاء السنوات العشر الماضية، لتظافر الجهود في إزالة الخطر الفارسي الذي دمر الشجر والحجر والبشر في اليمن، والذي لايريد ان يتوقف إلا بتدمير الخليج. وبالتالي عمق الأمن الخليجي يكمن في استكمال خطوات المصالحة في الصف الجمهوري لإزالة السرطان الجاثم في اليمن والعمل على الحفاظ على يمن موحد مستقر.