Image

ما وراء إرسال الحوثي تعزيزات إلى جبهات القتال في تعز ومأرب

في الوقت الذي تمني الأمم المتحدة نفسها بأن الوقت مازال مواتيا لاتفاق وقف إطلاق النار، لا تتوقف مليشيا الحوثي من إرسال تعزيزات عسكرية إلى مأرب وتعز، في رسالة واضحة للمجتمع الدولي والتحالف بأنها لا تقبل أي هدنة ما لم تحقق أهدافها على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي. 
 
ففي مأرب يبدو الحوثيون غير مستعدين لوقف عملياتهم العسكرية. وفي حال تمكنوا من السيطرة على مأرب، فذلك يعني أنهم قد تخلصوا من آخر معقل عسكري، ما سيسمح لهم باستغلال موقعهم في أي محادثات سلام قادمة. 
 
وفي تعز تواصل تحشيداتها العسكرية وعملياتها العدائية ضد قوات الحكومية في عدة جبهات، وهو ما أكده مصدر عسكري في محور تعز من أن مليشيا الحوثي قامت باستقدام تعزيزات عسكرية جديدة على متن 13 طقما بعضها عليها عيارات 12,7 والدفع بها إلى جبهات ومواقع محافظة تعز. 
 
المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، لا يقوم بشيء أمام تلك الممارسات الحوثية سوى دق ناقوس الخطر والضغط على الحكومة الشرعية لقبول الهدنة "الهشة" التي يراها مدخلاً موضوعياً للتوصل إلى سلام شامل في البلد الغارق بالدماء منذ ثماني سنوات. 
 
إلا أن أغلب مساعيه تنتهي بالفشل الذي يقابله تحشيدات عسكرية حوثية وهجمات على تعز ومأرب، بشكل خاص والضالع والبيضاء والحديدة بشكل عام، دون إحراز تقدم يذكر بفعل الصد العسكري الذي تبديه قوات الحكومة والتي تشكل جدار صد لأي اختراقات لجبهاتها في المواقع العسكرية. 
 
إن ما تقوم به المليشيات من انتهاكات لا يعني أنها رافضة للهدنة بقدر ما هي متمسكة فيها باعتبارها الاستراتيجية التي تستخدمها في مناوراتها لفرض نفسها كأمر واقع والحصول على المكاسب بقدر يمكنها من إضعاف الشرعية التي لم تقدم شيئا يكسر الحوثي عسكريا. 
الهدنة سوف يتم التوصل إليها ولن تقدم الجديد عما كانت عليه سابقاتها  حتى فتح المنافذ المكسب الهزيل الشرعية لن يفتح كما يروج له، وستظل تعز محطة من محطات ابتزاز الحوثي.