Image

2 من ديسمبر عنوان خلاص اليمنيين من عصابة الحوثي و انتفاضة ترفض الرجعية والتخلف

من النادر أن نجد زعيما كالشهيد علي عبدالله صالح فضل التضحية بروحه ودمه على أن يقبل الذل والمهانة لوطنه وشعبه. ظل إلى آخر لحظة متمسكا بمبادئه الوطنية التي ترفض حكم الإمامة والنيل من أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر. 
 
لم يفاوض المليشيات، بعد أن كشفت نواياهم التدميرية، ولم يهادن القتلة الذين ثلوتث أيديهم بدماء الشعب اليمني، بل قال وهو يعلنها انتفاضة ثورة: سوف أقاتل إلى آخر رصاصة أم النصر أو الشهادة في سبيل الوطن وعدم السماح بتنفيذ مشاريع ضيقة تخدم المشروع الإيراني الذي يستهدف النظام الجمهوري وأمن واستقرار المنطقة عبر عصابة الحوثي. 
 
قاتل إلى آخر رصاصة، حينما قلب الطاولة على المليشيا الحوثية وهدم معبد طغيانها فوق رؤوس قياداتها.لم يخذله الشعب التواق للخلاص من عصابة سطت على الدولة بقوة السلاح للعودة باليمن إلى عهود التخلف والجهل والمرض الثالوث الأمامي البغيض.
 
ولهذا سوف تظل انتفاضة الثاني من ديسمبر عنوانا لخلاص اليمنيين من عصابة الحوثي، و انتفاضة ترفض الاستسلام للرجعية والتخلف. 
 
يقول الدكتور عرفات مكي: رسخت ثورة 2 ديسمبر في العام 2017، المفاهيم الثورية لدى ملايين اليمنيين منذ لحظة إعلان الزعيم علي عبدالله صالح إطلاق شرارتها الأولى، وتوليه قيادتها بكل شجاعة وتفان. اعتقد الحوثيون باستشهاد الزعيم علي عبد الله صالح أن الطريق سالك أمامهم لالتهام اليمن بعد أن تخلصوا من خصم قوي بحجم صالح، ونسوا أن الثورة التي أعلنها في ذلك اليوم المجيد كانت ثورة شعبية انتفض لها كافة أبناء الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، حيث تمثلت روحها في الوصية الأولى في دعوة كل الشعب لأن يهبوا من كل مكان للاصطفاف في وجه هذه العصابة المارقة.
 
خروج الجماهير  في ذلك اليوم هو ما أثار حالة من الرعب في نفوس أذرع إيران، حينما ظهر زعيم الانقلاب على كلمة متلفزة مهزوزا، الخوف يملأ قلبه، شعر بخطورة التفاف الجماهير حول قائده المتفاني في سبيل وطنه، ما هي إلا ساعات وسقطت أكثر من محافظة بيد من دعاهم الزعيم أن ينتفضوا ضد الحوثي ومشروعه التدميري. ولولا الخيانات في اللحظات الأخيرة لقضي على الإماميين الجدد في ثورة لا تختلف عن ثورة 26 سبتمبر في أهدافها النبيلة في الانعتاق من الظلم والاستبداد والحفاظ على النظام الجمهوري. 
 
محمد صفوان ناشط حقوقي يقول: من يعتقد أن انتفاضة الثاني من ديسمبر انتهت بعد استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح، فإنه لم يقرأ تاريخ الشعوب ونضالاتها ضد الظلم والاستبداد.
 
الثورة تبدأ بشرارة، وتلك الشرارة انطلقت في هذا اليوم الأغر.
 
ومهما حاولت مليشيات الحوثي أن تظهر نفسها منتصرة، إلا أنها في واقع الحال متوجسة خشية اندلاع تلك الشرارة مرة أخرى والتي ما تزال حاضرة في نفوس اليمنيين والتي تحمل وصايا الزعيم العشرة قبل استشهاده مع رفيق دربه الأمين عارف الزوكا، أثناء مقارعة عصابة الحوثي. 
 
ويظهر ذلك جليا في كل عام تحل فيه ذكرى الثاني من ديسمبر، في تشديد القبضة الأمنية ونشر المدرعات والمسلحين في العاصمة صنعاء تحسبا من تحرك الشعب نحو الخلاص من سطوتها. 
 
تقول سامية الشرجبي: يدرك الحوثيون أن انتفاضة الزعيم ودعوته الحرب على المليشيات في الثاني من ديسمبر  مازالت حية في نفوس اليمنيين، فقد اختار الشعب التواق لخلاص الوطن من عصابة الحوثي التي جاءت تستعبدهم بعد أن حررتهم ثورة 26 سبتمبر من نظام الإمامة الرجعي المتخلف. ولهذا هم يحسبون ألف حساب لحلول ذكرى الثاني من ديسمبر من أن تتحول الشرارة التي أطلقها الشهيد صالح إلى نار مستعرة تحرق أحلامهم في عودة الإمامة البغيضة والقضاء على النظام الجمهوري.
 
ولهذا نؤكد أن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح كان الأمل الوحيد لملايين اليمنيين، وستظل الثورة التي أشعل نارها في الثاني من ديسمبر  2017 المحرك الرئيسي لانتفاضات قادمة في وجه الطغيان. 
 
بدوره، يقول سلطان صالح: حينما انقلبت مليشيا الحوثي على الدولة واستولت على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، اتبعت نهج الإمامة في الترويج وبث الخوف في النفوس.
عمدت إلى قتل معارضيها وتدمير المنازل، وحينما انطلقت ثورة ديسمبر بقيادة الشهيد صالح كسرت حاجز الخوف وخرجت جماهير الشعب ملبية دعوة الانتفاضة الشعبية ضد مليشيا الحوثي، والتي وقفت تلك العصابة عاجزة أمام المد الثوري. وفي ساعات، اختفت مليشيا الحوثي من نقاطها العسكرية في صنعاء وذمار وإب وعدد من المناطق التي تقع تحت سيطرتها  وشاهدنا المواطنين وهم يمزقون صورة الإرهابي عبد الملك الحوثي ويطمسون شعارات الصرخة، إلا أن استشهاد القائد الزعيم علي عبد الله صالح بعد يومين كان له أثر بالغ في نفوس اليمنيين، واستطاعت المليشيات أن تستعيد نفسها وتوقف المد الثوري أمام خيانات ضعاف النفوس وبائعي الأوطان. 
 
ومع هذا لا تزال الثورة حية تتحرك بين فترة وأخرى تثير الرعب في نفوس قيادات الحوثية، كالشعارات التي تكتب على جدران الأسوار ارحل يا حوثي، مما يجعلها تستنفر قواتها الأمنية إدراكا منها أن ما يكتب ما هو إلا امتداد لثورة ديسمبر، والتي ستكون نهايتها على أيدي من آمن بها وبواصايا الزعيم للقضاء على العصابة المارقة لاستعادة الدولة والحفاظ على النظام الجمهوري من أن تطاله الأيادي الملوثة القادمة من كهوف مران. 
 
إذا كنا اليوم نحتفي بهذه الذكرى العظيمة، فإننا نؤكد أنها ستظل نبراس ثوراث قادمة تناهض الحوثي الذي يعتقد اليوم أن الساحة فضت وأصبح قادرا على فرض إرادته على الشعب اليمني، متناسيا أن ثورة سبتمبر ابتلعت الإمامة وقضت عليها. 
 
ومن يعتقد أن الإمامة عادت برداء الحوثي فهو مخطئ، لأن الشعب اليمني ذاق مرارة حكم الأئمة وسوف يناضل لاقتلاعها، وهو يضع نصب عينيه تلك الوصايا العشر التي أطلقها الزعيم صالح.