المقدمات الخاطئة... تؤدي حتما لنتاثج سلبية وكارثية (أحمد بن مبارك أنموذجا)...!!

05:03 2023/04/02

من المعلوم بأن البحوث والدراسات العلمية والمعرفية تتوقف نتائجها على مقدماتها وفرضياتها، فإذا كانت صحيحة كانت نتائجها صحيحة والعكس صحيح، وكذلك الحال في عالم السلطة والحكم والمسئولية، فعندما يصل الشخص لمكان أو منصب بطرق غير رسمية وغير صحية ودون امتلاكه للكفاءة والخبرة التي تؤهله للوصول لذلك المكان أن تولي ذلك المنصب، حتما ودون شك ستكون كل تصرفاته وقراراته سلبية وكارثية على كل المستويات، وهذا الأمر يتطابق كثيرا مع وصول العديد من الأشخاص في اليمن لتولي مناصب حكومية كبيرة، ليس بكفاءتهم ولا بخبرتهم ولكن بتمردهم وانقلابهم على السلطة الشرعية والدستورية الحاكمة، عن طريق خروجهم إلى الساحات والشوارع في نطاق مؤامرة إقليمية ودولية استهدفت العديد من البلدان العربية (نكبة الربيع العربي)، فهكذا وسائل هي المفضلة لدى الأحزاب والقوى الفوضوية والدموية والإرهابية حول العالم، فهذه الوسائل تختصر لها الطريق للاستيلاء على السلطة بعيدا عن الطرق القانونية والدستورية والديمقراطية التي تقف عائقا أمام تحقيقها لحلم السيطرة والحكم...!!
وهكذا طرق ووسائل انقلابية وفوضوية تحقق مبتغاها في العديد من المناطق حول العالم خصوصا في البلدان المتخلفة والجاهلة والمتعصبة، وتدفع بتلك الأحزاب والقوى للسيطرة على السلطة، وتدمير الأسس القانونية والدستورية المتبعة للوصول السلطة في هذا البلد أو ذاك، ونحن هنا لسنا بصدد الشرح والتعمق حول هذه النقطة، فكل ما يهمنا هو الحديث حول النتاثج المترتبة على هذه الأفعال في حياة المواطن، المواطن البسيط الذي يجد نفسه بين عشية وضحاها في وضع مختلف تماما، فبعد أن كان يعيش في ظل سلطة قانونية ودستورية وشرعية ممثلة لكل فئات المجتمع، يجد نفسه وهو يعيش تحت سطوة سلطة غير قانونية وغير شرعية وغير دستورية تمثل طيفا واحدا من أطياف المجتمع قد يكون طيفا حزبيا أو طائفيا أو مناطقيا أو عنصريا، وبعد أن كان يعيش تحت سلطة تراعي مصالح الجميع وتحمي مصالح الجميع، يجد نفسه تحت سطوة سلطة لا تراعي ولا تحمي إلا مصالح عناصرها والموالين لها...!!
وبعد أن كان يعيش تحت كنف سلطة يتمتع منتسبوها بروح المسئولية الجماعية والوطنية، يجد نفسه وهو يعيش تحت سطوة سلطة لا يهتم منتسبوها بمصالح الوطن ولا بقضايا الشعب، بقدر اهتمامهم بمصالحهم الشخصية والحزبية، مسئولين لا يهمهم النتائج السلبية والكارثية المترتبة على أفعالهم وتصرفاتهم على المصالح العليا للوطن والشعب، وما قام به المدعو أحمد بن مبارك ابن الساحات وخريج الشوارع والمحسوب على اليمنيين وزير خارجية، فرضه طيف سياسي حزبي على اليمنيين رغم عدم امتلاكه لأدنى مقومات تؤهله لتول هكذا منصب كبير وحساس، من تصرف غير مسئول تجاه دولة مصر الشقيقة، من. خلال زيارته غير المسئولة وغير المطلوبة لدولة أثيوبيا معلنا دعمه لبنائها سد النهضة الذي تتضرر منه دول عربية في مقدمتها دولة مصر الشقيقة، مصر التي تحتضن ملايين اليمنيين المقيمين فيها والمسافرين إليها بغرض العلاج أو التعليم أو السياحة، وينعمون فيها بامتيازات واستثناءات كبيرة دون غيرهم من الجنسيات الأخرى...!!
فتخيلوا معي أن زيارة عبثية غير مدروسة ولا داعي لها ولا نتائج مرجوة منها، من شخص لا يمتلك أدنى المسئولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية، تتسبب في نكبة لملايين المواطنين اليمنيين المقيمين والمسافرين إلى مصر، فهذا التصرف السلبي الأرعن قد دفع بالسلطات المصرية باتخاذ تدابير عقابية ضد هذه الزيارة العدوانية وذلك التصريح المشين كرد فعل سياسي كونها صادرة من شخص مسئول يمثل دولة وشعبا، وهذا أمر طبيعي ومتوقع فمن وصل إلى السلطة عن طريق نكبة لن يجني منه الشعب إلا المزيد من النكبات والسلبيات، ومن وصل إلى السلطة عن طريق الشارع والفوضى والانقلاب وإسقاط النظام، لن يجني منه الشعب إلا الكثير من القرارات والمواقف والسياسات الشوارعية غير المسئولة، وبن مبارك ليس إلا نموذج للكثير من عاهات الساحات الذين وصلوا للسلطة بعيدا عن الطرق الدستورية والقانونية والوظيفية، والذين لا يمتلكون الخبرات والشهادات التي تؤهلهم لتولي مناصب حكومية كبيرة، وما وصل إليه حال الشعب اليمني من السلبية والكارثية هو النتيجة الطبيعية لوصول هذه العاهات للسلطة، ولن يتوقف الوضع عند هذا الحد فحسب بل إلى المزيد من السلبية والتدهور في كل المجالات، ما لم يتم استبعاد وتغيير هذه العاهات، وتسليم السلطة لذوي الاختصاص والكفاءات العلمية والإدارية والدبلوماسية بعيدا عن المحاصصة الحزبية والطائفية والمناطقية، لإدارة دفة السلطة وإنقاذ سفينة الوطن من الغرق والفشل والفوضى أكثر وأكثر، ومن يتولى اليوم القيادة الشرعية المعترف بها دوليا والمحسوب عليها بن مبارك سواء فرد أو مجلس أو قيادة، هم من سيتحمل كامل المسئولية عن النتائج السلبية والكارثية لزيارة بن مبارك لأثيوبيا، إذا لم يتم تغييره والتحقيق معه، وتقديم اعتذار لجمهورية وشعب مصر عن السلوك المشين والتصرف الغير مسئول الذي قام به بن مبارك... نقطة آخر السطر...!!