ماذا يريد العراقيون من اميركا اليوم؟؟

01:17 2023/05/02

هنالك مثل امريكي يعرض في كل محل بيع بضائع  يقول
( If you break it, you buy it!!) .   
 
ومعنى ذلك انك اذا كسرت بضاعة عليك ان تشتريها وهي مكسورة. اميركا دمرت  العراق بالحروب والحصار  واحتلاله وكان عليها مساعدته ببناءه لتحقيق الديمقراطية التي ادعت انها جاءت لفرضها!! لكنهم لم يفلحوا بذلك فهم لصوص وفرضوا حكومة مرتزقة  لصوص مغتربين  في الخضراء ليتقاسموا الغنيمةمعا . 
 
 ففي حملة عادة اعمار عام ( 2004-2008)  وهذا راي المفتش العام الامريكي ستيوارت بوين الذي كان يفتش صرفيات قوات الاحتلال الأمريكي  واصدر كتابا حول الموضوع في2013 وتقريرا بالسرقات بين قيادات الجيش الامريكي وحكومة الاحتلال  في العراق  تم بموجبه احالة الكثير منهم   للمحاكم ولكنهم ابقوا لصوص بغداد في الخضراء في  السلطة. 
 
ان القتال العنيف الذي خاضه 28 فصيل من المقاومة المسلحة العراقية  خلال الفترة (  2003-2011 )وحدها هي التي كبدت الجيش الامريكي حوالي 5000 قتيل و 30000 جريح مما ادى الى حصول ضغط شعبي امريكي  كبير لاخراج القوات من العراق في2011 من قبل الحزب الديمقراطي الامريكي. 
 
علما ان  ما تسمي نفسها اليوم طلائع المقاومة الاسلامية المليشياوية الطائفية ساعدت الجيش الامريكي انذاك بملاحقة وقتل وإلقاء القبض على المقاومين الوطنيين الشرفاء ، ومقاومتها اليوم ليس لاخراج الاميركان لتحرير العراق لكن لضمان بقاء وحماية حكم ذيول  نظام الحكم في ايران للسيطرة على موارد العراق والمنطقة العربية وتحقيق حلم ايران التوسعي وفي المماطلة والتفاوض مع الغرب  والوصول لتصنيع القنبلة النووية. 
 
لقد  ادخلت اميركا  ودعمت احزاب ايران ومليشياتها للعراق لتنتقم من العراقيين اللذين قاوموا الاحتلال ولمساعدتها  القضاء على القيادات العسكرية والطيارين والعلماء الوطنيين وقيادات حزب البعث وللسيطرة الامنية بالقتل الطائفي وسرقة ارشيف الدولة العراقية والآثار والخزينة والنفط.
 
وكذلك لتغيير طبيعة المنطقة السكانية ابتداء من العراق  بالقتل والتهجير والتغيير الديني والعقائدي بالنار والحديد وغسل ادمغة البسطاء.
 
ولا يزال هؤلاء العملاء ينفذوا ترسيخ الوجود الايراني بتغيير التركيبة السكانية وتهجير خمس ملايين عربي وطني لسلخ العراق من عروبته وانتماؤه الحضاري.
 
 نرجع لعنوان  المقالة:  ماذا يريد العراقيون من امريكا بعدان فشل مشروعها في العراق؟؟
 
نريدها ان تخرج الازبال التي جاءت بها وفرضتها على العراقيين من مرتزقة مغتربين و مليشيات طائفية مسلحة يقودها الحرس الثوري الايراني  الى الغاء  فقرات دستور وعملية سياسية مشوهة تكرس التبعية والمحاصصة والتخلف و تفرض رئيس جمهورية كردي انفصالي لاقلية سكانية لا يزيد تعدادها  عن 15% من سكان العراق لانه ساعدهم في العمليات الحربية لغزو العراق بسبعين الف بيشمركة تقتل العراقيين  وتسهيل احتلاله .
 
رئيس دولة وقع على الانفصال من العراق  ويريد تكوين دولة قائمة على اساس قومي عرقي عنصري  مثلما تريد اسرائيل ابقاء احتلالها لفلسطين بتركيبة دولتها وتوسيعها من الفرات الى النيل على اساس ديني عرقي عنصري، بنفس الوقت الذي الغت فيه اميركا ودول حلف الناتو  تسمية  ( المنطقة  العربية) من كل ادبياتها ومنعت كافة مؤسسات الامم المتحدة والجامعات والصحافة  من استخدامها وقامت بتسمية هذه الكتلة الإقليمية المتكونة من نصف مليار نسمة عربي الى (مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا او المينا MENA) .
 
 إنها ايها الاخوة عملية إبادة للأمة العربية بكافة الوسائل مثلما حاول هتلر ابادة اليهود من اوربا في النصف الاول من القرن الماضي.
 
 ولكل ذلك يريد العراقيون الغاء دستور الاحتلال المسخ الذي سينهي بلد اسمه العراق لتكوين دويلات طائفية وعنصرية صغيرة متناحرة على النفط والمياه والعلاقات الدولية والميزانية وغيرها. 
 
بعد ذلك يستطيع العراق ان يقرر كيفية تنفيذ المنهج الديمقراطي الحقيقي وليس الشكلي الكاذب الموجود حاليا بما يحقق العدالة والحرية لكل مكونات الشعب العراقي بعيدا عن التدخلات الاقليمية والاستعمارية الدولية.  
 
 علما ان كافة الارقام والمعلومات الواردة في المقالة لدي مصادرها العلمية.
 
استاذ مشارك في الهندسة البيئية