وهل فتح الطرقات إنجاز ؟
عجيب و غريب في بلادنا أن يتحول حق المواطنة و العيش و التنقل، إلى انجاز يسوق لصالح عصابة إجرامية، و ما أن تعطي المليشيات شذر منه يقفز الإعلام بأنواعه يُسوّق لذلك بدلًا من أن يكون الإعلام أداة تنوير للفكر و مطالب للحقوق، و بأن يكشف مستوى الجرائم التى تتم، جاء إغلاق الطرقات و يطالب بمحاكمة من وجه و نفذ إغلاق الطرقات.
تحوّلت قضية فتح الطرقات و كأنها مكرمة من المليشيات التى يفترض أن ترفع على قادتها القضايا لمحاسبتهم و يعلم قادة الإعلام و السياسة أنها جاءت بتوجيهات من أسيادهم جراء صفقات سياسية تضر باليمن مستقبلًا.
إن فتح الطرقات حق شرعي .. وحق قانوني .. وحق وطني، كفله القانون والدساتير الإنسانية والشرعية، وليس مكرمة من أحد، وما حدث من المليشيات خلال التسع سنوات من جرائم متعددة يتحمل وزرها الأول قيادات مليشيا الحوثي الإجرامية.
ان عملية تحريك المجتمع المدني لرفع قضايا ضد الناشطين و الإعلاميين المروجين لأخبار زائفة و كاذبة ان هذا انجاز واجب .. ان عملية ملاحقة قضائية لمسؤولين عسكريين او مدنيين او مليشاوي واجب ديني ووطني و اخلاقي.
لقد مزقوا النسيج الاجتماعي و مات المئات جراء قطع الطرقات، فلا من العقل و لا المنطق او الواجب الديني و الوطني ان نكتب عن ذلك أنها "مكرمة" و لكنها جريمة رفعها رعاة المليشيا و الاعلامي و السياسي يسعى لطمس معالم الجريمة.
ان الانجاز الحقيقي عندما نصل الى صندوق الانتخابات و نحاسب المتسببين في هذه الحرب، و اعتقال كل قادة المليشيا المتهمين بالقتل و ترويع الامنين، و تمزيق الشعب و تعريض الوطن للانفصال.
اما ما يحدث من بعض الإعلاميين و الصحفيين و الناشطين، تضليل و مغالطة، و تزييف للحقائق، و تبييض لأوجه المليشيا القبيحة، و خيانة لله و الوطن.