المجرب لا يجرب.. "مشاورات الرياض"

12:19 2022/03/26

في ظل الحرب القائمة التي لم يسلم منها أحد وأضرت بكل مقدرات اليمن الاقتصادية والاجتماعية ودمرت البنية التحتية وفككت النسيج الاجتماعي وأضرت باليمن أرضا وإنسانا، تأتي من بين ركام الحرب وجراح وأوجاع اليمنيين ما تسمى مشاورات الرياض والتي لا تضيف للواقع اليمني شيئا سوى في مخيلة بائعي الوهم والمتاجرين بهموم هذا الشعب ومن يدوسون على جراحه ومعاناته، لأنها نفس الأدوات ونفس الوجوه التي أصبح الشعب يرفضها ويبغضها. نفس الأدوات الفاشلة التي عبثت باليمن شماله مع جنوبه من يحاور من يا سادة؟! هل تظنون خيرا بمن فشلوا منذ سنوات أقتصاديا وسياسيا وعسكريا وشعبيا؟!
الشعب اليمني اليوم يتضور جوعا ويعاني من المليشيات الارهابية هنا وهناك، فقد الأمل بكم جميعا وينظر إليكم أنكم عبارة عن باعة للوهم. التساؤل: ماذا سيتغير بعد هذه المشاورات؟ بالطبع، لا شي سوى أزمات جديدة ومتلاحقة، معاناة أكبر للشعب اليمني، فشل أكبر بإدارة الحرب وإدارة الدولة بشكل عام. وما سيتم هو تبادل الأدوار، لا من أجل تغيير الوجوه وتغيير الأدارة السيئة الفاشلة لإنهاء سيطرة المليشيا على الأرض. 
سبع سنوات يتجرع الشعب اليمني مرارة وويلات الحرب ودفع الثمن، في حرب أفرغت بطون المواطنين لتشبع بطون الفاسدين، هدمت منازلهم ومساجدهم وقطعت مرتباتهم وسلبت كرامتهم وصودرت ممتلكاتهم، تشردوا من بلادهم لكي يعبث العابثون بجراحهم.
كل هذه السنوات والشعب اليمني يحكمه من يفتقر لأهلية الحكم. ولأنها نفس الوجوه لم يتغير الواقع. ولأنها ذات الأدوات لم تتغير الأحوال. 
لذا أقول: لا أحد يجرب بالفاشل، يصبح ذلك خطأ مرتين؛ فما بالكم بمئات المرات؟! يكفي معاناة ودمارا وبيعا للأوهام ولعبا بجراح ومعاناة هذا الشعب!
جارتنا المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى إن كانت تعلم فالمصيبة كبيرة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أكبر. فهل يعقل أن يبقى هذا العبث بأياد خائبة؛ وكأن اليمن لا يوجد بها رجال إلا العابثون بوطنهم.
نقول للأشقاء: اليمن ولادة بأبنائها الذين هم قادرون على تجاوز هذه المرحلة، وإعادة بوصلة الحرب إلى مسارها الصحيح وتصحيح كوارث أخطاء من هم في الفنادق. فاتركوا هذه الأدوات التي أضرت بنا وبكم قبل أن تجدوا أنفسكم في مأزق يستحيل الخروج منه، ومازالت الفرصة أمامكم لإعادة الثقة بينكم وبين أبناء الشعب اليمني.
وأخيرا يقول المثل العربي أعطِ الخبز لخبازه. ولا تعطوا القلم لجاهل، والمترس لإمام جامع، والقرار لعابث. فقد بدأت الحرب ومليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران أوهن من بيت العنكبوت، وبسبب فشل إدارة الحرب أصبحت تمتلك من السلاح ما يهدد المنطقة.
إن رجال الدولة المخلصين والمؤهلين لإنقاذ وطنهم من العبث الإيراني والمد الفارسي، من يثق بهم شعبهم ولهم ثقلهم السياسي من أقصى اليمن إلى أقصاه، حولكم؛ فلا تتعبوا بالبحث عنهم. أزيلوا فقط الغشاوة ولا ترتهنوا لأحقاد البعض السياسية.