Image

المراكز الصيفية خدعة حوثية لاستقطاب الشباب إلى محارق الموت

تستغل مليشيا الحوثي إجازة العام الدراسي في تدشين المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها؛ وذلك بهدف إعدادهم للتوجه إلى جبهات القتال، بعد تنظيم العديد من الدورات الطائفية استعدادًا لجولة جديدة من الحرب.
وأكدت مصادر مطلعة أن المليشيات الحوثية طلبت من مدراء المدارس والمعلمين بدء أنشطة المدارس الصيفية والتركيز على ما سمته ‘‘تنمية الهوية القرآنية’’ التي تعتمد على أفكار هدامة تزرع الأحقاد الطائفية وتحرض على القتل تحت شعار الجهاد ومحاربة اسرائيل وأمريكا، بينما يقاتلون بني جلدتهم.
ويقول تربويون لـ"المنتصف" إن المراكز الصيفية أثارت موجةً من المخاوف في أوساط اليمنيين القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة، خشية إقحام أبنائهم في الصراع العسكري العنيف الذي تشهده البلاد منذ أكثر من ثمان سنوات، خصوصاً بعدما عُرف عن الحوثيين عدم تورّعهم عن تجنيد الأطفال والزجّ بهم في جبهات القتال ليصبحوا ضحايا صراعٍ دامٍ، معتبرين تلك المراكز حيلة حوثية الهدف منها استقطاب الأطفال والشباب المراهقين إلى تلك الجبهات ليجدوا أنفسهم مختطفين من اهاليهم وأخذهم إلى جبهات القتال في الصفوف الأمامية، كون المراكز الصيفية لا تقتصر على تعلم القرآن، بل مناهج حوثية طائفية تستهدف سنا معينا لتكرس في نفوسهم الثقافة العدوانية وتعدهم إلى جبهات القتال وتستخدمهم في حربها بعد تلاشي مخزونها البشري.
بدورهم، أكد عدد من الباحثين الاجتماعيين لـ"المنتصف" أن تلك المراكز تشكل خطرا على الطفولة وتعرض حياة الأطفال للخطر، مشيرين إلى أن على الأسر أن تمنع أبناءها من الذهاب إلى هذه المراكز خشية الزجّ بهم في جبهات القتال وحرمانهم من حقهم في التعليم. 
يذكر أن الآلاف من الاطفال قتلتهم مليشيا الحوثي بفعل تلك المراكز التي حولتهم إلى وقود تشعل بها نيران المعارك، ويكون فيها الأطفال هم الضحايا.
ووصف محلل عسكري تلك المركز بأنها معسكرات إرهابية مغلقة يشرف عليها ويشارك في إدارتها خبراء إيرانيون لتدريب الأطفال على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والدفع بهم في جبهات القتال ونشر الأفكار المتطرّفة الدخيلة على اليمن، وسط صمت دولي من تلك المحارق التي وقودها الأطفال. 
ورغم أن هناك معاهدات واتفاقيات دولية تجرم مثل هذه الأفعال وتعتبرها من جرائم الحرب، ومع هذا نجد ان المليشيا تلجأ إلى استقطاب وتجنيد الأطفال في ما يُسمى المراكز الصيفية لتعويض خسائرها البشرية في جبهات القتال، خاصة مع عزوف أبناء القبائل عن الانخراط في صفوفها بعد انكشاف حقيقة مشروعها التدميري 
وفي هذا الصدد، طالب ناشطون المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفولة بالتحرك لوقف هذه الجرائم وعدم ترك أطفال اليمن تحت رحمة الميليشيا الحوثية والسماح لها بالعبث بالطفولة.
هذا ووجهت المليشيات بـ"فتح الصوتيات وإعلان بدء العمل بالمدرسة الصيفية وتجهيز الكتب وترتيبها عقب استلامها من المكتب ليتم صرفها للطلاب مباشرة".
وشدد التعميم الحوثي على ضرورة "استقبال الطلاب بدءا من السبت وتحديد مستوياتهم وادخالهم الفصول للدراسة وبدء الدراسة" و"القيام بتسليم الكتب للطلاب الملتحقين بالمدارس الصيفية في كل المستويات التي تم تحديدها من قبل المعلمين".
وطالبت المليشيات بـ"ضرورة بقاء الطلاب بالمدرسة مع المعلمين إلى نهاية الدوام واليوم الدراسي وفرض الواجبات عليهم ومناقشتهم في الأفكار المعروضة عليهم بشكل يومي"، إلى جانب عدد من التوجيهات التي قررتها عبر مكتب التربية بالمحافظة.
وتستغل المليشيات المدارس لاستقطاب التلاميذ وحشدهم وتعبئتهم بالأفكار الطائفية قبل نقلهم إلى الجبهات للقتال في صفوفها.