المعترك الراهن لاستشراف مستقبل وطني جديد

06:27 2022/09/26

يحتفل شعبنا اليمني اليوم بالعيد 60 لثورة 26 من سبتمبر الخالدة الذي مثلت له حياه وكرامة وانعتاق من نظام فردي استبدادي كهنوتي لم يشهد له مثيل في تاريخ اليمن والوطن العربي القديم والحديث فكانت الثورة السبتمبرية ضرورة نضالية.

لقد جاءت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لتخرج الأمة اليمنية من ظلمات الإمامة والنظام الاستبدادي إلى رحاب الحرية والديمقراطية، وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه.

إن نظام الإمامة والكهنوت والرجعية المتخلفة كان لا يرى في الشعب اليمني غير شعب للجباية والاستعباد وممارسة الظلم والطغيان، وخلال نظام حكمه لعشرات السنين لم يقم ببناء مدرسة أو مستشفى أو طريق، بل إنه سخر الأماكن العامة إسطبلات للخيول والحمير، وكان يرى في المثقف والشاعر والأديب أو حتى من يقرأ أو يكتب عدواً يجب التخلص منه، فتوسعت السجون في عهده البائد وتحولت اليمن إلى مقبرة وسجن كبير.

ومع انطلاق شرارة الثورة تغيرت الأوضاع وبدأت الحركة التعليمية والثقافية في مختلف المجالات، وبدا العالم يعرف ويدرك مدى الظلم الذي كان يعانيه الشعب اليمني فساند الثورة الوليدة عدد من الشعوب الشقيقة والصديقة وترسخت مداميك الثورة في فك حصار السبعين يوم آخر محاولات الأمامية الرجعية في القضاء على الثورة الوليدة.

وارتوت الأرض اليمنية بالدماء الطاهرة من أبناء الشعبين الشقيقين اليمنى والمصري الذي ساند الثورة من أول يوم انطلاقتها.

وشهدت اليمن تحولات مهمة أيام الرؤساء السابقين المرحوم المشير عبداللة السلال رحمة الله علية والقاضي عبد الرحمن الإرياني رحمة الله عليه والشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي رحمة الله علية كل منهم عمل في سبيل ترسيخ النظام الجمهوري وإنجاز ما يمكن في شتى المجالات واستطاعت ثورة 26 سبتمبر أن تحقق نقلة نوعية في عهد الزعيم الشهيد علي عبداللة صالح رحمة الله تغشاه عند تسلمه مقاليد السلطة في اليمن فتفجرت خيرات 26 سبتمبر وبدأت الجمهورية في تحقيق أهدافها على الأرض، ومنذ ذلك التاريخ شهدت اليمن نهضة تنموية وعلمية واقتصادية كبيرة وبمعدل تحقيق إنجاز تنموي يومي وبناء كل يوم مدرسة أو مشروع صحي أو طرقات بخلاف البنية التحتية الأخرى حتى وصلت الطرقات الى كل مديرية وقرية وعزلة. وثورة اتصالات تجاوزنا بها عدد من الدول العربية واستطاعت المرأة أن تنال حقوقها كاملة التعليمية والمشاركة السياسية حتى وصلت للمحافل العربية والدولية وعضوية البرلمان والمحليات حتى حصلت الانتكاسة واستطاع طواغيت العصر من التسلق واللعب على المتناقضات حتى وصلوا للسيطرة على العاصمة صنعاء وبتعاون من ملالي طهران عادت الإمامة بثوبها القبيح وسلوكها السيئ والعنصري السلالي فعمدت إلى تدمير البنية التحتية وركزت على هدم قطاع التعليم والمؤسسات الصحية والدفاع والأعلام وتمزيق النسيج الاجتماعي والفوارق الطبقية في عمل ممنهج ومدروس وبمساندة ملالي طهران ولكن لم تدرك مليشيا الحوثي كهنوت وطواغيت العصر الجديد أن ثورة 26 سبتمبر تسكن جينات كل اليمنيين الشرفاء وتجري في أجسادهم مجرى الدم، لأنها ثورة ضد الاستبداد وثورة إنسانية مستمدة من روح وتعاليم الإسلام الحنيف ولن يرتد الشعب اليمني عن أهداف تلك الثورة العظيمة لأنه يدرك أن الارتداد عن أهداف ثورة 26 سبتمبر هو ارتداد عن الحياة والإنسانية والكرامة والعروبة، واعتساف لنضالات شعبنا وتضحياته الخالدة التي قدم ولا يزال من أجلها آلاف الشهداء الأبرار، فأرواحهم الطاهرة لتعيش الأجيال المتعاقبة بحرية وكرامه في وطن تسوده العداله الاجتماعية والامن والاستقرار والتنمية ولذلك لا يمكن للشعب اليمني ان يرتد عن ثورته ومن يريدون اعادة عجلة التاريخ الى الوراء تحت ستارة الحكم السلالي الطائفي عليهم مراجعة حساباتهم.

فالشعب اليمني سيحافظ على أهداف ثورة 26 سبتمبر وإنجازاتها الوطنية وسوف يواجه الخطر الإيراني الذي يسعى إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ومن تكالب وساند الكهنوت السلالي فالشعب اليمني لن يقبل ببديل عن أهداف ثورة 26 سبتمبر.

اليوم أصبح واجب وطني وديني وأخلاقي رص الصفوف في خندق واحد لكل القوى المؤمنة بثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين لمواجهة إيغال وعنف مليشيا الحوثي في سفك الدماء اليمنية وامتهان كرامة اليمنيين والعنف المفرط الذي دأبت عليه هذه المليشيا الحاقدة والذي لا تستثني طفلا أو أمراءه أو عجوز أو رجل طاعن في السن في سبيل تركيع وإهانة شعب يرفض سياسة الامتهان والذل بل إنه يمارس تلك الأعمال من أجل الانتقام لِمَا قام به الاباء والاجداد من ثورة ضد الامامه البائدة والسعي بخبث لطمس الهوية اليمنية و السبتمبرية.

إن علينا اليوم جميعا رمي خلافتنا البينية للخلف ورفض أي سلوك يحيد عن مسار استعادة الدولة اليمنية فالقضية واحدة والهدف واحد هو تحرير الأرض والإنسان واذابة الخلافات و المماحكات والترفع عن المكايدات من اجل اليمن.