Image

مواجهة الانقلاب الحوثي استكمال لمكاسب ثورتي سبتمبر وأكتوبر

 نحتفل بـ14 أكتوبر الثورة التي  هزت عرش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس كمرحلة نضالية في حياة شعبنا اليمني الذي تخلص من الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثما على شعبنا عشرات السنين من الاحتلال. 
 
هنا علينا أن نؤكد على حقيقة واحدية الثورة اليمنية التي شارك الجميع في الشمال والجنوب في صنعها وإذكاء الروح الثورية والقيام بالتنوير والتوعية في صفوف الجماهير، إلى جانب ما شكله التقاء الأحرار من الشمال والجنوب في عدن والانطلاق والتفكير من واحدية الهدف والقضية. سجّل الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه مواقف قويّة ومحطات نضالية للخلاص من الإمامة والاستعمار. 
 
يدرك اليمنيون بمختلف مشاربهم أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة عجلت بثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، وكانت الجمهورية في الشمال والجمهورية في الجنوب بما تبنتاه من مبادئ وقيم قد كونتا اليمن الكبير اليمن الموحد كأحد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
 
منذ عام 1951 بدأت تتأسس تنظيمات لمقاومة المستعمر البريطاني، أبرز هذه التنظيمات الجبهة القومية التي اتخذت من مدينة تعز مقرا لها.
 
وتلتها تشكيلات قتالية في كل المناطق الجنوبية بقيادات منظمة انطلقت عبر محاور تعز وقعطبة والبيضاء وإب، وتم في هذه الأثناء تشكيل حبهة تحرير جنوب اليمن في عام 1966. وكانت ثورة 26 سبتمبر السند القوي لثورة 14 أكتوبر ومدها بالمحاربين والمؤن وغيرها من وسائل الدعم اللامحدود لانتفاضات الشعب في جنوب الوطن التي لم تتوقف، ووسائل الرفض للمستعمر في كل المحافظات، فقد حمل الشعب بندقيته على كتفه وأخرج المظاهرات في كلّ المرافق الحيوية، حيث شارك فيها العمال والطلاب والمواطنون، رفضاً لأساليب المستعمر في التمزيق والتفرقة.
 
وكان لثورة 26 سبتمبر أن وفرت للمقاومة الوطنية ضد الاستعمار في جنوب الوطن الدعم السياسي والعسكري والإعلامي  والتهيئة التي قدمتها حركة 1955، وانتفاضة القبائل ضد الحكم الإمامي ومحاولة اغتيال الإمام أحمد في الحديدة من قبل الشهيدين العلفي واللقية، ومظاهرات الطلاب في صنعاء وتعز وعدن للمطالبة بالإصلاح، حتى قيام تنظيم الضباط الأحرار في عام 1961 وانطلاقه لتحقيق أهداف الثورة في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما. 
 
يجمع كلّ رجالات الحركة الوطنية ومؤرخي الثورة اليمنية أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة كانت امتداداً وطنياً لثورة 26 سبتمبر.
 
فعندما أشعل الأحرار ثورة 14 أكتوبر كانوا قد عادوا للتو من محطة نضالية وملحمة خالدة، حينما شاركوا في ثورة 26 سبتمبر تجسدت في ثورتين رسمتا الملامح العامة لمستقبل اليمن شمالا وجنوبا، انطلاقاً من إسقاط الكهنوت الإمامي في صنعاء، وطرد الاحتلال الأجنبي من عدن. 
 
لقد كانت الإمامة في الشمال تمثل عائقاً أمام تطلعات الحركة الوطنية، ومثّلت حجر عثرة أمام إرادة اليمنيين في التحرر الوطني. ولذلك أدرك ثوار الجنوب أن نضالاتهم لن تصل إلى أهدافها الوطنية ما لم يتم التخلّص من الكابوس الجاثم في الشمال، فكان أن وحدوا صفوفهم مع رجال الحركة الوطنية في صنعاء، والتي أثمرت عن انطلاق ثورة 26 سبتمبر الخالدة في العام 1962، التي انطلقت شرارتها في جبل عيبان، فأشعلت عدن قناديل الاحتفال والفرحة.
 
لم يمر سوى عام واحد من التهيئة والإعداد، حتى كان رجال اليمن في الشطر الجنوبي يطلقون شرارة الثورة من جبال ردفان، في يوم خالد في سجل التاريخ، وكان يوم 14 أكتوبر 1963، الثورة التي تقاطر المناضلون من أنحاء اليمن ملبين نداء الوطن والتحرر، لتؤتي الثورة أكلها في 30 نوفمبر 1967، برحيل آخر جندي بريطاني من عدن.
 
 وإذا كنا اليوم نحتفي بأكتوبر كما احتفينا بسبتمبر، يظل ذلك الاحتفاء منقوصا مادامت هناك محافظات تسيطر عليها مليشيا الحوثي، الإماميون الجدد.
 
ففرحة الشعب لن تكتمل إلا في مواجهة ما تبقى من قوى الإمامة المدعومة من النظام الإيراني التوسعي، فإنه يمكن القول إن مواجهة الانقلاب الحوثي الإيراني هي استكمال لنضال أحرار اليمن الأوائل، على خطى أهداف الثورة اليمنية.
 
ويدرك اليمنيون على اختلاف  توجهاتهم السياسية أن الانتصار في معركة اليوم إنما يعني الحفاظ على ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومكتسباتهما بالقضاء على المليشيات الكهنوتية التي انقلبت على النظام الجمهوري وصولاً إلى استعادة الدولة، وبناء اليمن الاتحادي، وتحقيق تطلعات اليمنيين.