صناعة الوهم الإقليمي

06:57 2024/02/23

استغرب كيف أن البعض يفضل العيش في عالم الخيال والوهم بدلاً من مواجهة الحقيقة الصعبة والواقع المؤلم الذي أصبحنا نعيشه، في ظل متغيرات كثيرة قلبت المفاهيم والرؤى بحيث صارت الأوهام عند هؤلاء هي الحقيقة بينما يرون أن الحقيقة سراب يحسبه الضمآن ماء.

مثل هؤلاء الأشخاص يفضلون الهروب من الواقع القاسي والحقيقة الدامغة، والتعامل مع الواقع بطريقة سهلة ومريحة، عن طريق تصديق الأكاذيب والأوهام، والتي أصبحت بالنسبة لهم صناعه ينسجون منها سيناروهات خيالية لا تتطابق مع الواقع، وليست إلا محض أكاذيب تصورها لهم عقولهم العقيمة بأنها حقائق، ويصدقونها بغباء.

والشاهد على ذلك، أنه ومنذ بداية فتنة الحوثي في اليمن في عام 2003، لا يزال البعض يعيش في عالم من الوهم بأن الحوثيين هم الضحايا والمظلومين، بينما الحقيقة والوقائع المُعاش يكشف عن أنهم ليسوا سوى عصابة متآمرة سعت لزعزعة استقرار اليمن وتحقيق مصالحها الشخصية ومصالح ايران على حساب الأمن القومي العربي ،
عصابة مارقة متمردة أدخلت البلد والمنطقة أتون حرب مدمرة قضت على كل سبل الحياة والسلام.

البعض يسوق الوهم بأن الحوثيين يسعون للسلام والاستقرار في اليمن وممكن ان يكونوا شركاء في عملية سياسية سلمية، على الرغم من أنهم يواصلون ارتكاب الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان وإشعال الحرائق في أرجاء البلاد والإقليم، وتعطيل الجهود الدولية للسلام، و مشروعهم قائم على تحرير مكة و المدينة حسب أوهام الحوثيين.

إن الاعتماد على الوهم وتجاهل الحقيقة لن يؤدي إلى حلول دائمة ومستدامة للصراع في اليمن. 
وبالتالي، على الجميع أن يواجهوا الحقيقة بكل شجاعة ويتعاملوا معها بشكل صحيح للوصول إلى حلول حقيقية وفعّالة لفتنة الحوثي في الجزيرة العربي، لأن  استمرار البقاء في عالم الوهم وتصديق الأكاذيب وصناعتها والمضي خلفها وتصديقها لن يجلب سوى المزيد من الدمار والفوضى إلى اليمن والجزيرة العربية.

ولهذا، يتوجب على الجميع الوقوف في وجه الأكاذيب والتضليل والأهام التي يسعى لترويجها الكاذبون، والتصدي لهم، والعمل معًا من أجل تحقيق السلام الحقيقي والاستقرار والأمن والأمان في اليمن .