المعركة الجمهورية لا تحتمل التردد أو المواقف الرمادية
في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا، لم يعد من المقبول الاستمرار في اجترار الخلافات القديمة أو الانشغال بصراعات جانبية تُضعف الجبهة الوطنية وتشتت الجهود الوطنية المبذولة.
إن التحديات التي تفرضها المليشيات الحوثية، المدعومة من النظام الإيراني، تحتم على الجميع تجاوز الحسابات الضيقة وتوجيه كل الطاقات والإمكانات نحو معركة الجمهورية الكبرى، التي لا تحتمل التردد أو المواقف الرمادية.
لقد وصلت البلاد إلى مفترق طرق، وعلى كل القوى والمكونات الوطنية والشخصيات الاعتبارية والعامة أن تحدد موقفها بوضوح: إما الوقوف في صف الشرعية ومساندة جهود استعادة الدولة والنظام والجمهورية، أو الاصطفاف بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جانب المليشيات الحوثية، ودعم مشروعها الطائفي والتخريبي القائم على أساس الظلم والاستبداد والعنصرية والعبودية.
اليوم لم تعد المواقف قابلة للتأويل. فالتغاضي عن جرائم إيران التي حوّلت اليمن إلى ساحة حرب داخلية وخارجية، وقتلت الشعب، وهدمت مؤسسات الدولة، ونسفت النظام الجمهوري، وتوجيه سهام العداء إلى دول التحالف العربي.
وبالمثل، فإن من يتجاهل جرائم المليشيات الانقلابية، ويختار بدلاً من ذلك إثارة الخلافات داخل صفوف الشرعية، أو مهاجمة أحد فصائلها، فهو يضع نفسه في خانة أعداء الجمهورية، ويخدم أجندة الكهنوت الحوثي بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
إن معركة استعادة الدولة ليست معركة عسكرية فحسب، بل هي معركة وعي ومواقف. وعلى الجميع أن يحددوا مواقفهم ومواقعهم بوضوح، فالمستقبل لن يرحم المترددين، ولن يغفر لمن خذل الوطن في لحظة الحسم.